حكمُ مُشاهَدَةِ قَناةٍ تُسِييءُ إلى الإسلامِ
قناة نصرانية تسيء إلى الإسلام
بصورة يومية ، ما حكم مشاهدة ذلك ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن بغض اليهود والنصارى للإسلام والمسلمين أمر
متقرر في كتاب الله تعالى، فقد أخبر الله عنهم بذلك، فقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا
مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ
أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنْتُمْ
أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ
وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ
مِنَ الْغَيْظِ .. الآيات} [آل عمران: 118، 119] ، وقال تعالى: { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا
} [آل عمران: 186]، فهذا حال أهل الكتاب مع المسلمين، وإن أبدوا خلاف ذلك.
وقد أمر الله تعالى بالبعد عن مجالس أهل الشر
والفساد، قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ
آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } [النساء: 140]، قال ابن جرير: "وقوله : { إِنَّكُمْ إِذًا
مِثْلُهُمْ} يعني وقد نزل عليكم أنكم إن جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم
تسمعون فأنتم مثلهم في فعلهم ؛ لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم، وأنتم تسمعون آيات
الله يكفر بها ويستهزأ بها"اهـ. ولا شك أن من أنكر بقلبه أو بلسانه فهو ليس
مثلهم في الحكم، لكن يجب الانصراف عن هذا العبث والاستهزاء والكفر المبين، فإن الإنكار
القلبي له ترجمة عملية، وهي الاعتزال، وهجر أهل المنكر وعدم البقاء معهم حال خوضهم
في المنكر.
وقال تعالى: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ
وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } [الفرقان: 72] قال القرطبي:
"أي: لا يحضرون الكذب والباطل، ولا يشاهدونه" اهـ، والنصوص الآمرة
بالإعراض عن مجالس اللغو والباطل كثيرة، وقد أنشدوا في ذلك:
وسمعك صُنْ
عن سماع القبيح كصَوْن اللسانِ عن النطق
بهْ
فإنك عند سماعِ القبيــح شريكٌ
لقائلِهِ فانتبِـــهْ
فالواجب مقاطعة تلك القنوات، وإذا قاطعهم
المسلمون فإنهم سيخسرون كثيرا، ثم إن كانت تلك القناة تابعة لإدارة عربية، فيجب
رفع الأمر للجهات المسؤولة؛ ومطالبة محاكمتهم بتهمة ازدراء الأديان وغيره مما
يصيبهم بالضرر، ويساعد في القضاء عليهم.
والله المستعان
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 1/3/1435هـ