المواد / فتاوى منوعة / حُكْمُ مَقولةِ: "الإنسانُ خليفَةُ اللهِ في الأَرْضِ"

حُكْمُ مَقولةِ: "الإنسانُ خليفَةُ اللهِ في الأَرْضِ"

تاريخ النشر : 27 رجب 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 516
مشاركة هذه المادة ×
"حُكْمُ مَقولةِ: "الإنسانُ خليفَةُ اللهِ في الأَرْضِ""

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

حُكْمُ مَقولةِ: "الإنسانُ خليفَةُ اللهِ في الأَرْضِ"

هل الإنسان خليفة الله في الأرض أم لا ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

هذه المسألة من المسائل التي وقع فيها نزاع بين أهل العلم، فذهب جمع من أهل العلم إلى جواز ذلك، واستدل بقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، وبما رواه أحمد عن حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( فإن رأيتَ يومئذٍ خليفةَ الله في الأرض فالزمه ) والحديث صححه الألباني.

واختاره بعض المحققين من أهل العلم ، وقال بجواز إطلاق اللفظ مالم يقصد معنى باطلاً ، ومن هؤلاء الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، حيث قال : " ومعنى قولنا: "خليفة الله" أن الله استخلفه على العباد في تنفيذ شرعه، لا  لأن الله تعالى استخلفه على الأرض .. وليس يراد بهذه الكلمة أن الله تعالى يحتاج إلى أحد يخلفه في خلقه، أو يعينه على تدبير شؤونهم، ولكن الله جعله خليفة يخلف من سبقه، ويقوم بأعباء ما كلفه الله" أهـ.

وذهب جمع إلى المنع، وهو ما اختاره ابن القيم رحمه الله، كما في كتابه : "مفتاح دار السعادة" فقد عرض المسألة وأدلتها، ثم اختار أنه لا يجوز أن يقال: الإنسان خليفة الله في أرضه، وأن النصوص التي وردت في كتاب الله في الخلافة، إنما المراد أن جنس الإنسان يخلف بعضه بعضا، كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأرْضِ} [الأنعام: 165]،  وقوله تعالى: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ} [النمل: 62]، وقوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأرْضِ يَخْلُفُونَ} [الزخرف: 60]، فهذه النصوص في استخلاف جنس الإنسان بعضهم لبعض، وكذلك قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]: "فإن المراد به آدم عليه السلام، وأن الله تعالى جعله خليفة عن غيره؛ ولذلك لما قيل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه يا خليفة الله، قال: لستُ بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن لفظ " الخليفة"  إنما يكون عمن يغيب، ويَخْلُفُه غَيْرُه، والله تعالى شاهدٌ غيرُ غائب، وهذا القول هو الأحوط.

والله الموفق

كتبه: د. محمد بن موسى الدالي

في 5/6/1433هـ

 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف