إلقاءُ السَّلامِ على النَّفسِ عندَ دخولِ البيتِ
هل يُشرع إلقاء السلام على النفس عند دخول البيت
؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
أصل هذه المسألة قول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ
بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً
طَيِّبَةً} [النور: 61] ، وقد ذكر
المفسرون في تفسير تلك الآية أكثر من وجه في المراد بالبيوت ، فقيل: المراد بيوت
الله تعالى، ويكون المراد بالسلام هو قول الداخل : بسم الله، والصلاة والسلا م على
رسول الله ، وقيل المراد: بيوت أنفسكم، والأمر بالسلام المراد به السلام على الأهل
والأولاد، أو: ليسلِّم بعضُكم على بعضٍ، كقوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}
النساء: 29، وقيل: المراد: فإذا دخلتم بيوتا
ليس فيها أحدٌ، فسلّموا على أنفسكم، بأن تقول: السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين، وقد ذكر ابن جرير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان إذا دخل بيتا ليس فيه أحدٌ، قال: "السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين" ، ونحوه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال الحافظ :" وَيَدْخُل فِي عُمُوم إِفْشَاء السَّلامِ ، السَّلامُ
عَلَى النَّفْس لِمَنْ دَخَلَ مَكَانًا لَيْسَ فِيهِ أَحَد؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسكُمْ }" اهـ .
وقال بعض أهل العلم في الآية: " الأوجه أن يقال:
إن هذا عام في دخول كل بيت، فإن كان فيه ساكن مسلم يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وإن لم يكن فيه ساكن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وإن كان في البيت
من ليس بمسلم قال: السلام على من اتبع الهدى، أو السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".
ثم مدح الله تعالى هذا السلام، فقال: { تَحِيَّةً
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } أي: سلامكم بقولكم: " السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته " أو " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "
إذ تدخلون البيوت { تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً } لاشتمالها على السلامة من النقص،
وحصول الرحمة والبركة والنماء والزيادة، { طَيِّبَةً } لأنها من الكلم الطيب المحبوب
عند الله تعالى.
والله الموفق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 7/6/1437هـ