لا شك أن بإطلالة واحدة على صفحات الفيس تجد أمرا ينقطع له العجب، وتجد الفساد قد ضرب بأطنابه، وهذا إن كان في مجرد الصور، أو العبارات، أو التسميات، فما خفي كان أعظم.

وفي تلك الحال الواجب على المسلم الملتزم الفطن أن يربأ بنفسه عن تلك السخافات، وعن أمثال هؤلاء، ممسوخي الهوية، ضعاف النفوس، الذي يعيثون في الأرض فسادا، بل الواجب عليه أن يقطع عليهم عملهم، ويفسد عليهم تدمريهم، فيقوم أولا بالنصح لهم، ثم يأتي الدور الثاني، وهو عدم التواصل معهم بإضافة ونحوه، عملا بقوله تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة-2، ولا شك أن إضافةَ أحدٍ ممن ذُكر في السؤال من التعاون على الإثم والعدوان، ومن تزيين عمِلِه له، والمؤسف حقًّا أن تجد من يبدو عليهم علامات الالتزام قد ابتلوا في صفحاتهم بهذه النوعية السَّاقطة من الناس، الذي يجهرون بالمعصية على أعين العالمين، وليحرص فقط على إضافة من يبدو عليهم الجدية والالتزام، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب . وقال النووي : إسناده صحيح، وحسنه الألباني. 

وقيل: 

عن المرء لا تسأل وسلْ عن قرينه   فكـــلُّ قرينٍ بالمقارَن يقتضي

والله الموفق

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في : ١٤٣٦/٨/١٠