ما حكم قراءة القرآن على الميت، فيما يُسمى عمل ختمة قرآن على روح فُلان، تقرأ من أفراد يوم موته، وبعضهم يقول أنه من البدع الحسنة في الدين كجمع القرآن في مصحف واحد ويعلل بأن بعض الأئمة أجاز ذلك، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة) ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فلا أعلم أصلاً لذلك من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا فعل أصحابه رضي الله عنهم ، فقد مات خلق كثير في العهد النبوي ولم يرد في حرف واحد -ولو ضعيفا- أنهم كانوا يجتمعون ويختمون القرآن، ولا حتى سورة واحدة للميت، ولو كان خيراً أو ينفع الميت لفعله النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشفق الخلق بالخلق وأرحمهم بهم ، ولا نقل في حرف واحد عن أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم فعلهم إياه، ولو كان شيء ينفع الميت أكثر من الدعاء لأرشد إليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث ، ومنها: ولدٌ صالح يدعو له) ، أما قولهم: مثل جمع القرآن وكتابته في مصحف واحد، فهذا من تلبيس الحق بالباطل، فجمع القرآن من أعظم مصالح الإسلام، ولولا هذا الجمع لضاع وتفرَّق؛ خاصة بعد ما ضاعت العربية ودخل الأعاجم بين العرب، فما الذي يقرب هذا العمل العظيم ومثله جمع السنة ونحوه مما يحفظ الشريعة بقراءة القرآن لميت؟!
نعجب والله من مثل هذه الاستدلالات الفاسدة!
ثم قوله صلى الله عليه وسلم: (من سنَّ في الإسلام)، ليس المراد التشريع وإضافة سنن في الشريعة من الرأس!! وإلا لكانت مصيبة عظيمة على الإسلام وأهله
أن كل مسلم يسن من رأسه سنناً، ثم يستدل ويقول: من سنَّ في الإسلام سنة حسنة!!!
المراد مما أصله مشروع، وليس ابتداءً ولا ابتداعاً، ولك أن تتصور أخي السائل لو كل مسلم فهم هذا الحديث بهذا الفهم السقيم، وسنَّ في الإسلام من قبل عقله سننا وتشريعات، ما الذي يصل إليه الحال! نسأل الله السلامة والعافية.
تنبيه: هذا المسؤول عنه غير مسألة هبة قراءة القرآن للميت، ووصول الأجر إليه، فكلامي على ختمة خاصة عند موت الميت، ويجتمع على ذلك الناس، أما أن يقرأ شخص قرأنا ويهبه لميت، فهذا مما تنازع فيه العلماء، ولا أعلم له أصلا أيضا في السنة، لكن كثير من أهل العلم أباحه، والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 8/5/1440هـ