خزانة الفتاوى / الصيام / فضل صوم عاشوراء

فضل صوم عاشوراء

تاريخ النشر : 23 شوال 1445 هـ - الموافق م | المشاهدات : 3345
مشاركة هذه المادة ×
"فضل صوم عاشوراء"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد 
  فإنه لمن واسع فضل الله ورحمته أنه ما إن ينصرم موسمُ خير للأعمال الصالحة، إلا ويخلفه موسمٌ آخر، فما زالت أمة محمد صلى الله عليه وسلم ترفه في مواسم الخيرات، فما أن انصرم رمضان، حتى دخلت أشهر الحج، ثم تبع أشهر الحج شهر الله المحرم، الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ " أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد اختصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم العاشر من شهر الله المحرم بفضيلة استحباب صومه، فعن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما سئل عن صيام يوم عاشوراء ؟ فقال: " ما علمت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر، يعني رمضان" . 
وفي لفظ: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم، فضَّله على غيره، إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء" أخرجه البخاري ومسلم.
وعن أبي قتادة رضي اللَّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله" أخرجه مسلم.
فمن السُّنة صومُ العاشر من محرم، كما يسن أن يضاف له يومٌ آخر؛ لمخالفة أهل الكتاب في هذا الأمر، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " .
وعند أحمد عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً".
وأما تكفير السيئات فيه، فهو خاصٌّ بالصغائر، فإن وجد صغائرُ كفَّرها، وإن لم يصادف صغائرَ ولا كبائرَ، فإنه يرفع له به من الدرجات، ويكتب له من الحسنات، وإن صادف كبائر ولم يصادف صغائر، قال أهل العلم: "رجونا أن يخفف الله عنه من وزرها".
قال البيهقي: "وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته".
والله الموفق
تنبيه: 
لم يثبت فضلٌ معينٌ في التوسعة على الأهل والأولاد في ذلك اليوم، ولم يُشرع له طعامٌ معينٌ، كما اعتاد الناس، بل السُّنة الواردة فيه هي صومه فحسب، وقد أنكر شيخ الإسلام وغيرُه ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من وسَّع على أهله في يوم عاشوراء وسَّع اللَّه عليه سائر سنته" .
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 9/1/ 1434هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف