عندما كنت من قبل اثناء الدراسة تعرفت علي بنت مسيحية عن طريق القدر وبعد ذلك صرنا اصدقاء إلا اننى في يوم من الايام شعرت تجاه هذه الفتاة بالحب الشديد والخوف عليها وعلي والدتها التي اعرفها جيدا من العذاب فتكلمت معها عن الزواج منها علماً بانها ليست جميله ابدا ولكنها في ذلك الوقت رفضت مع علمها بحبى لها وحبها لى وقالت نكون اصدقاء احسن وبعد ذلك تزوجت من شاب مسيحي مع انها كانت ترفض اى احد يتقدم لها والان زوجها مات بعدما انجبت منه ولد عمره عامين وانا الان اكلمها ووالدتها فالتلفون دوما واحب ان اتزوج منها والله يعلم مدى حبي إليها اولاً
وخوفى عليهم من العذاب ودخولهم النار ثانياً .
واخاف ان تحدث مشاكل في حياتى بسبب الولد و انا مش عايز اتصرف بالعاطفة ولا بالقلب ولكن بالعقل
وانا تعبان جدا جدا بسبب هذا الموضوع يا فضيلة الشيخ
ارجوان تدلنى كيف اتصرف وماذا افعل
الحمد لله رب العالمين
اختلف أهل العلم في نكاح الكتابيات- اليهوديات والنصرانيات- فذهب جمهورالفقهاء إلى جواز النكاح مع الكراهة، لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ }المائدة-5.
وذهب جمع من أهل العلم إلى التحريم، منهم الصحابي الجليل عمر وابن عمر رضي الله عنهما، وقد نقل ابن جرير رحمه الله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يدل على عدم صحة نكاح المسلم الكتابية، فقال: "وقد نكح طلحة بن عبيد الله يهودية، ونكح حذيفة بن اليمان نصرانية، فغضب عمر غضبا شديدا، حتى هم بأن يسطوَ عليهما، فقالا: نحن نُطَلِّق يا أمير المؤمنين ولا تغضب، فقال: لئن حل طلاقهن لقد حل نكاحهن، ولكن أنتزعهن منكم صغرة قماء ". يعني صغارا وذلة.
إلا أن الأظهر أن عمر رضي الله عنه لم يكن يرى التحريم، إنما يرى أنه خلاف الأولى، وأن الأولى التزوج بالمسلمة؛ خشية أن يواقع المسلم المومسات من أهل الكتاب، وأن يزهد المسلمون في النساء المسلمات.
والقول بالتحريم ظاهر ما يميل إليه ابن عباس رضي الله عنهما أيضا.
إلا أن الجمهور جوزوا ذلك مع الكراهة، لأنها إذا تزوجت المسلم فإنه يُرجى دخولها في الإسلام، وانتفاعها بزوجها، أما الكراهة فلأنها قد تبقى على دينها، وهذا يعني أنها تأكل الخنزير، وتذهب للكنيسة، ولا تلتزم بأحكام الغسل من الحيض والجنابة ونحوه.
وعليه فإنه يجوز لك أن تقدم على هذا النكاح، إلا أنه خلاف الأولى، والأجدر بك أن تبحث عن مسلمة ملتزمة، فإن هذا أبقى وأنفع لك ولأولادك في المستقبل، خشية أن تؤثر الأم على الأولاد، فيعتقدوا معتقدها، وربما ترتب على ذلك مشاكل عظيمة، لكن إن بادرت تلك المرأة ودخلت في الإسلام، فلا شك أن تزوجها مما يعينها على الثبات على الحق، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 2/3/1431هـ