المواد / فتاوى منوعة / حكم دفن المسلم في مقابر الكفار

حكم دفن المسلم في مقابر الكفار

تاريخ النشر : 20 ذو الحجة 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1550
مشاركة هذه المادة ×
"حكم دفن المسلم في مقابر الكفار"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
حكم دفن المسلم في مقابر الكفار نحن المسلمون بألبانيا نعاني من عدم وجود مقابر خاصة للمسلمين, حيث أنه يُدفَن في مقابر الدولة المسلمون و غير المسلمين (الأكثرية مسلمون تقريبا 70%, و البقية نصارى), فلا توجد مقابر خاصة للمسلمين. و يزيد الأمر صعوبة عدم وجود أرض لذلك, أو كونها غالية جدا يصعب شراؤها, خاصة في العاصمة. فهل يجوز دفن المسلمين في المقابر المختلطة للضرورة, أو يدفن المسلمون في القرى المسلمة المجاورة للعاصمة؟ و هل تقسيم المقابر الموجودة المختلطة بين الموتى المسلمين و غيرهم بجدار مثلاً يحل المشكلة؟ مع الدليل أو إيراد بعض نقولات العلماء في ذلك لو سمحتم, و جزاكم الله خيرا. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يدفن المسلم في مقابر الكفار، حتى لا يتأذى بعذابهم، ولا الكفار في مقابر المسلمين؛ وذلك أن عمل أهل الإسلام من عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ومن بعدهم مستمر على إفراد مقابر المسلمين عن مقابر الكافرين، وعدم دفن مسلم مع مشرك، وقد روى أهل السنن بسند حسن عن بشير بن الخصاصية رضي الله عنه قال : "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر على قبور المشركين فقال: "لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا، ثلاث مرات". ثم أتى على قبور المسلمين، فقال: "لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا، ثلاث مرات" فدل هذا على التفريق بين قبور المسلمين وقبور المشركين . وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ما نصُّه: امرأة نصرانية بعلها مسلم توفيت وفى بطنها جنين له سبعة أشهر فهل تدفن مع المسلمين أو مع النصارى ؟ فأجاب : " لا تدفن فى مقابر المسلمين ولا مقابر النصارى؛ لأنه اجتمع مسلم وكافر، فلا يدفن الكافر مع المسلمين ولا المسلم مع الكافرين، بل تدفن منفردة ويجعل ظهرها إلى القبلة؛ لأن وجه الطفل إلى ظهرها، فإذا دفنت كذلك كان وجه الصبى المسلم مستقبل القبلة والطفل يكون مسلما بإسلام أبيه وان كانت أمه كافرة باتفاق العلماء ".ا.هـ. قال الخرقي: "وإن ماتت نصرانية وهي حاملة من مسلم دفنت بين مقبرة المسلمين ومقبرة النصارى"، قال ابن قدامة معلقا على كلام الخرقي: "اختار هذا أحمد لأنها كافرة لا تدفن في مقبرة المسلمين فيتأذوا بعذابها ولا في مقبرة الكفار لأن ولدها مسلم فيتأذى بعذابهم وتدفن منفردة". فالواجب على مسلمي هذه البلاد التضامن من أجل تخصيص بقعة لمقابر المسلمين، سيما أنهم كثرة، فإن لم يستطيعوا فلا أقل من أن يخصصوا بقعة في طرف البلاد، فإن تعذر فيكتفى ببناء جدار يفصل بين المقابر، بحيث تكون مقابر المسلمين على حدة، فإن اضطروا للدفن في المقابر المختلطة، فلا حرج، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والميت بكل حال ينتفع بعمله وسعيه، ولن يضره سوء المجاور بإذن الله، قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: "إن الأرض لا تقدس أحدًا، وإنما يقدس المرءَ عملُه" أخرجه مالك في الموطأ، والله الموفق. كتبه: د.محمد بن موسى الدالي في 2/8/1432هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف