ما الحكمة من كراهية صبغ الشعر باللون الأسود ؟ وما الحكم إذا كان الشعر المراد صبغة بهذا اللون هو أسود؟
الحمد لله رب العالمين.
الأصل في المسلم أن يتعبد الله دون البحث عن الباعث على الأمر أو النهي، كما قال تعالى: (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) فإذا وطّن العبد نفسه على طاعة الله دون البحث عن العلة، فلا مانع من التأمل بعد ذلك في العلل التي من أجلها ورد الحكم، مع كونها في كثير من الأحيان تكون توقيفية، بمعنى أنها غير معقولة المعنى، ومع ذلك فإن أكثر أهل العلم على أن العلة من نهي الشارع عن الصبغ بالأسود، هو ما في ذلك من التدليس والخداع، وظهور الشخص في صورة الشاب، وهذا نوع من الكذب، والله تعالى أعلم.
أما صبغ الشعر الأسود بالأسود، فإن هذا في الغالب لا يكون إلا عن تغير اللون الأسود الأصلي للشعر، فيصبغه ليعيد إليه لونه الأصلي، وهذا وقوع في النهي، فالذي يظهر التحريم.
أما صبغ الشعر الأسود بلون آخر، فلا بأس بشرط ألا يكون مُثلةً أو تشبها بالكافرات، كالصبغ بالأحمر الخالص أو الأخضر والأزرق، ونحوه من الألوان التي ليست من معهود البشر، ولا يفعلها إلا الداعرات من الكفار، والله الموفق.
كتبه : د.محمد بن موسى الدالي
في 3/5/1430هـ