المواد / فتاوى منوعة / موقف العلماء من الأحايث الضعيفة والموضوعة، ولم لم تجمع وتحرق؟

موقف العلماء من الأحايث الضعيفة والموضوعة، ولم لم تجمع وتحرق؟

تاريخ النشر : 24 ذو الحجة 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 844
مشاركة هذه المادة ×
"موقف العلماء من الأحايث الضعيفة والموضوعة، ولم لم تجمع وتحرق؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

كيف نرد على الذين يقولون لماذا لا يجمع العلماء الاحاديث الضعيفه والمنكره والموضوعه ويشطبونها من كل الكتب فلا يبقى غير الاحاديث الصحيحه التى ليس فيها أدنى شك أنها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وذالك كى يغلق باب الابيداع حيث أن أغلب المبتدعه زادهم من الاحاديث الضعيغه خخاصا أن العوام والذين ليس لهم نظر فى الاحاديث يغرر بهم فقالو ا لو ألغينا كل ما هو ضعيف وفى نسبته للنبى شك خلص الدين وعلمنا ان كل ما نتعبد به يقينا هو من الشرع  فلم يبقى إلا فهم النصوص على فهم السلف الصالح

جزاكم الله خيرا هنا فى بلدى يطرح دائما على هذا السءال وأنا محسوبه عندهم من المستقيمين ولا أعرف بما أجيب

الحمد لله رب العالمين.

زادك الله حرصا، وعلما، واستقامة، وبعد.

لله في خلقه شؤون عظيمة، وحِكَم بالغة، وقد يوجد الله شيئا، يبتلي به العباد، ويفتنهم فيه، ولعل وجود تلك الأحاديث من هذا الباب، ولا عجب فإن أكثر القبوريين الآن يتعلقون بوجود قبر النبي صلى الله عليه في مسجده، مع أنه لا حجة أبدا في هذا، لأن هذا أمر وقع بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بقرابة ثمانين عاما، ومع ذلك هم يحتجون به، فيكون في هذا فتنة لهم، ليبتلي الله عباده، من يتبع الحق منهم، ممن يتبع الباطل، والأحاديث الضعيفة شاء الله أن تكون، ليشمر علماء المسلمين عن سواعد الهمة، فيطلبوا الأحاديث الصحيحة من الضعيفة، ويستمر الصراع بين الحق والباطل، ثم على تقدير أنه يمكن أن نسلك هذا المسلك، فكيف بالله عليك نجمع كتب الأحاديث الضعيفة، فهل نجمعها من المكتبات أم من البيوت، ولو جمعناها في مصر مثلا، فكيف نجمعها في الشام، ثم في العراق، فهذا أمر أشبه بالمحال، وقد يكون من حكمة الله البالغة في وجود هذه الأحاديث الضعيفة أن يسعى الناس لطلب العلم ليحموا أنفسهم من الوقوع في الباطل والترهات بسبب هذه الأحاديث، فتكون هذه حسنة عظيمة حملت الناس على الخير، ولذلك قال حذيفة رضي الله عنه: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"، وهذا من الفقه العظيم في السؤال، فإن من فاته الخير لا يأثم، ولكن من أدركه الشر خُشي عليه الهلاك، وهكذا هنا، فإن من طلب العلم أمن على نفسه الوقوع في الباطل، فيعرف صحيح الحديث من ضعيفه.

ثم على تقدير جمع الناس للأحاديث الضعيفة والتخلص منها، هل هذا سيحميها من البدع؟! أبدا، فالقرآن بين أيدي الناس، ولا يشك أحد في أن القرآن كله متواتر الثبوت، ولم يدخل فيه حرف واحد ليس منه، ومع ذلك، ومع وضوح النصوص المحذرة من مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الناس مع كل ذلك واقعة في المعاصي والبدع والمحرمات.

ففي الأخير ليس هكذا تحل المشكلات، والأمة مهما نبذل لن تكون في أي وقت أفضل مما كانت عليه في القرون الأولى، وقد كانت هذه الأحاديث الضعيفة موجودة، ولم يضرها ذلك شيئا، فالدور الحقيقي هو دور العلماء ودعاة الحق، أن يبذلوا أنفسهم في الجهاد بالقلم، ونشر العلم، والتصدي لأهل الباطل، والمبتدعة، وليصبروا وليقنوا أن النصر مع الصبر، والله الموفق.

كتبه : د.محمد بن موسى الدالي

في 8/5/1430هـ

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف