فى تفسير الكريم الرحمن للشيخ السعدى رحمه الله فى قول الله تعالىفى سوره يوسف ايه23(وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه) قال الشيخ رحمه الله(فصبر عن معصيه الله مع وجود الداعى القوى فيه لانه قد همَّ فيها همًّا تركه الله)

والسؤالحفظكم الله. ما قصد الشيخ بقوله لانه قد هم فيها هما تركه الله أرجو التوضيع كى لا يلبس الشيطان علينا فنظن بنبى الله يوسف ما حفظه الله منه

ثم ما معنى قوله تعالى: (لولا أن رأى برهان ربه)

وجزاكم الله خيرا

الحمد لله رب العالمين.

اختلف أهل العلم في تفسير الهمِّ في الآية، وذهب بعضهم مذاهب بعيدة جدا، والأقرب أنه الهمُّ البَشَري، فإن نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام بشر، ومن كمال اعتصامه بالله، وتقواه لربه أنه لم يتجاوز همه الميل النفسي في لحظة من اللحظات ، فلما أن رأى برهان ربه عاد إلى الاعتصام، وهذا مقام كمال، فهو لو لم يكن به ما بالبشر من الشهوة، لم يكن في فعله أدنى محمدة، لأنه أصلا لا يطلب النساء، لكنه البشر الكامل، والشاب في عنفوان الشباب، ومع ذلك كله يترك الفاحشة مع توافر سائر الدواعي، فيكون في ذلك تحقيق أكمل مقامات التقوى، وهو ترك المعصية مع القدرة عليها، ودفع خاطر النفس، وهو الهم المذكور في الآية، والتغلب عليه، ففيه ضرب المثل للرجل المسلم الذي يعتريه أقل بكثير مما اعترى يوسف، فعليه أن يتأسى به، فهو بشر مثله تماما،واعتراه ما يعتري الناس، لكنه غلب نفسه، ففي ذكر الهم في الآية مقام كمال لنبي الله يوسف صلى الله عليه وسلم.

أما البرهان فاختُلف فيه أيضا، ننصحك أن ترجعي لكتب التفاسير، فهي أقوال كثيرة لا يتسع المقام لذكرها، والترجيح بينها، والله الموفق .

كتبه : د.محمد بن موسى الدالي

في 8/2/1428هـ