المواد / المقالات / الصلاة أمام الدفايات الكهربية ليس من استقبال النار

الصلاة أمام الدفايات الكهربية ليس من استقبال النار

تاريخ النشر : 25 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1420
مشاركة هذه المادة ×
"الصلاة أمام الدفايات الكهربية ليس من استقبال النار"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
 فإن مما جدَّ في العصر الحديث أن كثيرا من المساجد يوضع بها دفايات كهربائية، ويرد سؤال كثيرا، وهو: هل يدخل هذا في استقبال النار في الصلاة ؟
من المتقرر عند كثير من أهل العلم كراهة استقبال النار في الصلاة، وقد ورد فيه حديث ضعيف جدا، لكن العلة الصحيحة في كراهة هذا ما فيه من التشبه بمن يعبد النار، قال ابن قدامة رحمه الله: "ويكره أن يصلي إلى نار" وقال أحمد: "إذا كان التنُّور في قبلته لا يصلي إليه، وكره ابن سيرين ذلك .. وإنما كُره ذلك؛ لأن النار تعبد من دون الله، فالصلاة إليها تُشبه الصلاة لها" أ.هـ، وقال سفيان: "يكره أن يوضع السراج في قبلة المسجد".
وهذا أصل متقرر في الشريعة لحماية جناب التوحيد، وعدم التشبه بأهل الباطل من كفار وفساق ومن شابههم، وأعظم ما يقع فيه النهي ما كان طريقا للتشبه بالكفار، كعبدة النار، ومن يسجد للشمس عند شروقها وغروبها، فنجد الشريعة العادلة الحكيمة تغلق الباب عن مشابهة هؤلاء في مجرد الصورة الظاهرة، مع كون العبرة بالقلوب، ولكن تحقيقا للتوحيد، وتوحيد العبادة لله الواحد الأحد، ظاهرا وباطنا.
كما يجب أن يعلم أنه إنما كُرهت الصلاة أمام ما كان نارا بالفعل، ذات جمرٍ ولهبٍ، أما المدفأة فليست من النار، لا بالعرف، ولا باللغة، ومن ثَمَّ فلا يظهر كراهة في استقبالها، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لما سئل عن الصلاة أمام الدفايات، وهل تدخل في الصلاة أمام النار، فأجاب: "اختلف العلماء ورحمهم الله تعالى في الصلاة إلى النار: فمنهم من كرهها، ومنهم من لم يكرهها، والذين كرهوها عللوا ذلك بمشابهة عباد النار، والمعروف أن عبدة النار يعبدون النار ذات اللهب، أما ما ليس لها لهب فإن مقتضى التعليل أن لا تكره الصلاة إليها، ثم إن الناس في حاجة إلى هذه الدفايات في أيام الشتاء للتدفئة، فإن جعلوها خلفهم فاتت الفائدة منها أو قلَّتْ، وإن جعلوها عن أيمانهم أو شمائلهم لم ينتفع بها إلا القليل منهم، وهم الذي يلونها، فلم يبقَ إلا أن تكون أمامهم ليتم انتفاعهم بها، والقاعدة المعروفة عند أهل العلم أن المكروه تبيحه الحاجة، ثم إن هذه الدفايات في الغالب لا تكون أمام الإمام، وإنما تكون أمام المأمومين وهذا يخفِّف أمرها؛ لأن الإمام هو القدوة؛ ولهذا كانت سترته سترة للمأموم،
والله أعلم".
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 61/1/1431هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف