د.الدالي: الأولى عدم الأخذ من اللحية مطلقا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإنه لمن المؤسف ما نراه في الطرقات، وعند الحلاقين، من سلوك بعض الرجال الأخذ من اللحية بشكل أشبه بنتف النساء، مع أن النساء قد منعن من ذلك، وهن مطالبات بالتزين والتأنث، ومع ذلك جاء المنع، فكيف برجل طلب منه الاخشوشان، ومع ذلك يقوم بفعل هذا الأمر، وللتذكير، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثَّ اللحية، وأمر بإعفائها، وشدد في ذلك، فالواجب على رجال المسلمين أن يعفوا لحاهم، ولا يأخذوا منها شيئا إلا ما خرج عن المعهود في الإنسان، فبعض الناس تكون لحيته طويلة بشكل خارج عن المعتاد، ففي تلك الحال له الأخذ منها حتى يتناسب مع الشكل الآدمي، أما مطلق الأخذ للتزيين، فلا ينبغي، كما أن أخذ الشعر الذي يكون على الخدود أيضا يدخل في النمص، ولا بأس بأخذ الشعر الذي ينبت في أسفل الرقبة، ولا يكون داخلا في حد اللحية، لأن اللحية كما قال أهل اللغة، هي الشعر النابت على مجمع اللحيين والخدين، قال ابن نجيم الحنفي: اللحية الشعر النابت بمجمع اللحيين والعارض وما بينهما وبين العارض، واللحيان: تثنية لحي، وهو فك الحنك الأسفل.
وقال الدسوقي : هي الشعر النابت على اللحيين .
قال ابن حجر: اللحية اسم لما نبت على الخدين والذقن .
وعليه فالشعر النابت على الخدين، وما استرسل من الذقن من اللحية، ولا يجوز أخذه، ولكن إن كان الشعر نابتا أسفل العينين، ويعطي صورة قبيحة أو مروعة، فلا بأس بإزالته بالقص، وليس بالنتف، كما يفعله المخنثون من الرجال، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 7/11/1430هـ