الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد
فقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين مشهورين:
الأول: متابعة المقيم والدعاء بعده، وهو قول الجمهور، واستدلوا بعمومات النصوص، فكل ما ورد في الترديد والمتابعة عام: (إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول) وإقامة الصلاة تعتبر أذانا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين دعاء) والمراد بين كل أذان وإقامة، فسمى الإقامة أذانا.
والقول الثاني، وهو الأقرب أنه لا ترديد، ولا متابعة مع المؤذن إن أقام؛ لأن ظواهر السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل في الصلاة مباشرة، بمجرد انتهاء المؤذن من الإقامة، ومثل هذا لو فعله النبي صلى الله عليه وسلم كل إقامة، فإنه الدواعي والهمم تتوافر على نقله للأمة، ومثله أيضا لا يجهل، ولا يفعل سرا، بل هو بيِّنٌ للناس، ولم ينقله الصحابة رضي الله عنهم البتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع شدة تحريهم رضي الله عنهم لأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يؤكد على عدمه، وعدم التزام النبي صلى الله عليه وسلم به.
أما دليل الجمهور، فالجواب عنه أنه سمى الإقامة أذانا من باب التغليب، مثل قولهم: القمران، للشمس والقمر، والعُمَرَان لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ونحوه.
وأن الأصل في المؤذن هو من يقيم النداء الأول للصلاة، لا المقيم.
لكن مع ذلك لا ينبغي أن ينكر على من أخذ بالقول الأول، وردد عند الإقامة، مادام النص عندهم يحتمله.
والله تعالى ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 16/2/1441هـ
خزانة الفتاوى / الصلاة / متابعة المؤذن عند إقامة الصلاة، والدعاء بعده
متابعة المؤذن عند إقامة الصلاة، والدعاء بعده
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد
فقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين مشهورين:
الأول: متابعة المقيم والدعاء بعده، وهو قول الجمهور، واستدلوا بعمومات النصوص، فكل ما ورد في الترديد والمتابعة عام: (إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول) وإقامة الصلاة تعتبر أذانا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين دعاء) والمراد بين كل أذان وإقامة، فسمى الإقامة أذانا.
والقول الثاني، وهو الأقرب أنه لا ترديد، ولا متابعة مع المؤذن إن أقام؛ لأن ظواهر السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل في الصلاة مباشرة، بمجرد انتهاء المؤذن من الإقامة، ومثل هذا لو فعله النبي صلى الله عليه وسلم كل إقامة، فإنه الدواعي والهمم تتوافر على نقله للأمة، ومثله أيضا لا يجهل، ولا يفعل سرا، بل هو بيِّنٌ للناس، ولم ينقله الصحابة رضي الله عنهم البتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع شدة تحريهم رضي الله عنهم لأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يؤكد على عدمه، وعدم التزام النبي صلى الله عليه وسلم به.
أما دليل الجمهور، فالجواب عنه أنه سمى الإقامة أذانا من باب التغليب، مثل قولهم: القمران، للشمس والقمر، والعُمَرَان لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ونحوه.
وأن الأصل في المؤذن هو من يقيم النداء الأول للصلاة، لا المقيم.
لكن مع ذلك لا ينبغي أن ينكر على من أخذ بالقول الأول، وردد عند الإقامة، مادام النص عندهم يحتمله.
والله تعالى ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 16/2/1441هـ
المادة السابقة
المادة التالية