الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
بعض مَنْ لا يفقه ما يقول، ولا يعي ما يسمع! تجده يتندر بأهل العلم والفقه والدين حينما يذكرون مسائل الحيض والنفاس، ويتكلمون فيها، ويلقبهم بهذا اللقب: "علماء حيض ونفاس!!" يعني ليسوا معتنين بالواقع، وفقه الواقع على زعمه!
فهل علم ذاك أن المرأة تقضي زمنا عظيما من حياتها، ربما وصل إلى الثلث في الحيض والنفاس؟ أليس هذا جديرا بالاهتمام؟!
وهل علم أن عدد النساء في العالم نصف سكان الكرة الأرضية؟ بما يعني أن المرأة ليست الكائن نادر الوجود.
وهل علم كمَّ الأحكام المترتبة على الحيض والنفاس، وهي الصلاة والصوم والطواف والطلاق والعدة والاستبراء والجماع ومس المصحف ودخول المسجد؟ وهذا معناه أن الأمر متعلق بأركان وواجبات، وليس مندوبات، حتى يهمل!
وهل علم كم النصوص الواردة في هذا الباب، من الكتاب والسنة؟ مما يبين عظم الأمر وخطره شرعا.
ألم يحكِ الله تعالى حال الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الحيض، حتى قال تعالى: (يسألونك عن المحيض .. الآية) فهو نازلة يحصل السؤال عنها دائما، حتى أنزل الله تعالى فيه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة؟!
فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه من بعده، رجالا ونساء رضي الله عنهم، من علماء الحيض والنفاس؟
هذه الكلمة لولا أن قائلها جاهلٌ، لا يفقه ما يقول، لكانت إلى الكفر أقرب منها إلى الإيمان، لما حملته من استهزاء عظيم بالشريعة، وأهل الشريعة.
والله المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 9/3/1441هـ