السلام عليكم، دعى البعض في ظروف الكورونا، ونظرا لأن الموتى يدفنون بدون الصلاة عليهم، أو ربما يلقون في حفر، ونحوه، فقال: نصلي يوميا صلاة الجنازة على الغائب، بنية موتى الكورونا، فما ترى فى ذلك؟ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد فإن الأصل في صلاة الغائب على الميت، أنها إنما تشرع على الراجح من أقوال أهل العلم على العظيم في قومه، أو على مَن نقطع أنه لم يصلِّ عليه أحد، سواء من أهله أم من غيرهم، وأصل الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي (ملك الحبشة) يوم موته، وصفَّ المسلمين وصلى عليه الجنازة. وقد مات أعداد كبيرة من المسلمين، في غير المدينة، ولم يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على أحد منهم صلاة الغائب، ولا نقل عن أحد من الخلفاء، ولا عن غيرهم رضي الله عنهم أجمعين الصلاة على الغائب في تلك الأحوال، مما يدل على أن هذا الباب ليس موسعا، فإن مات الشخص بهذا المرض، فلا بأس أن يصلي عليه أهله، سواء في القبر أم البيت. أما أن يقوم المسلمون يوميا بالصلاة في بيوتهم على الموتى من ضحايا كورونا، فهذا من جنس البدع، ولا يشرع، إنما المشروع الدعاء لهم، ولعموم موتى المسلمين، وسؤال الله تعالى لهم العفو والصفح والغفران. والله الموفق كتبه: د. محمد بن موسى الدالي في 13/7/1441هـ