خزانة الفتاوى / الصلاة / ماذا نقول بعد الأذان: "صلوا في رحالكم" أم "صلوا في بيوتكم؟

ماذا نقول بعد الأذان: "صلوا في رحالكم" أم "صلوا في بيوتكم؟

تاريخ النشر : 20 شعبان 1441 هـ - الموافق 14 ابريل 2020 م | المشاهدات : 880
مشاركة هذه المادة ×
"ماذا نقول بعد الأذان: "صلوا في رحالكم" أم "صلوا في بيوتكم؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
  ففي ظل أزمة كورونا، ودعوة المؤذن المسلمين إلى الصلاة في أماكنهم، اشتهرت عبارة:" ألا صلوا في رحالكم " باعتبار أن السنة وردت بذلك، وهذا خطأ معنوي، ولغوي، أما كونا معنويا؛ فلأن البعض اعتقد أن تلك العبارة تعبدية، ومقصودة لذاتها، والصواب أنه عبارةُ حاجةٍ، وتتغير بحسب المقام، وليست من مقاصد الشارع، ولا مرادةٌ له.
وأما كونها خطأ لغويا، فلأن لفظ الرِّحال، إنما يقال في السفر فقط، فليس المقيم في بيته بمرتحلٍ!! فالرِّحالُ هي أمتعة المسافر، وكلّ مايعدّ للسفر، يقال: حَطَّ الْمُسَافِرُ رَحْلَهُ: أَقَامَ فِي مَكَانٍ، ونَزَلَ بِهِ، و‏شد الرِّحال‏: عقد العزم على الخروج إلى السفر، والرَّحالة: هو من يكثر السفر والتّرحال في البلاد.
فلو كان الناس مسافرين، فإن المؤذن يقول: "صلوا في رحالكم"، وأما المقيم، سواء في بيوت أو خيام، فيستعمل التعبير الأنسب، فيقال: "صلوا في بيوتكم"، أو "في خياكم"، ونحوه.
ولو كان الناس في محلات وورش ودكاكين ونحوه، لكانت السنة لمؤذنهم أن يأتي بعبارة تليق بالمقام، كـ"صلوا في محلاتكم" ونحوه، لا تعبد في اللفظ، إنما هو لفظ إرشادي.
وسواء قال: "ألا صلوا في رحالكم"، أو "بيوتكم"، أو "خياكم"، أو "صلوا" بدون "ألا" فلا بأس، ولا يُنكر على أحد في ذلك؛ إذ ليست هذه من ألفاظ الأذان الأصلية التي يطلبها الشارع قصدًا، إنما تقتضيها الحاجة، ويتطلبها المقام.
وعليه فالأولى أن يقال في المدن ونحوه: "ألا صلوا في بيوتكم" أو "صلوا في بيوتكم"، كما أن هذا ما يقتضيه عرف الاستعمال، فإن الناس لا يعرفون الرِّحال، لا في الحَضَر، ولا في السفر، وحمل الناس على أعرافهم أولى، من حملهم على ما لا يعرفون، بشرط ألا يكون اللفظُ مُتعبَّدًا به.
كما أن الأولى جعل هذه العبارة بعد الأذان، وليس خلاله على الأرجح، ولا يستبدل بها الحيعلتان أيضا على الراجح، بل من أهل العلم من يبطل الأذان لو حذفهما، فأصح ما ورد في الباب هو حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ : "أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ"، وهو أفضل، فيبقى الأذان على نظمه، ثم يتبعه بهذه العبارة.

سائلين الله تعالى أن يجلِّيَ هذه الغمة عن ديار الإسلام، وأن يرفع عنا مقته وغضبه وأليم عقابه، إنه على ذلك قدير، وبعباده رحمن رحيم.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في :1441/7/18هـ

 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف