الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن أهل العلم اختلفوا في مواضع بصر المصلي حال صلاته، ولعل أرجح الأقوال هو جعل البصر إلى موضع السجود، ويدل لذلك قول عائشة رضي الله عنها: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة، ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها) صحيح الإسناد.
وهو مروي عن جمع من السلف، وقد استظهره بعضهم أيضا من أثر ابن سيرين رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقلب بصره في السماء، فنزلت الآية: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:2] فطأطأ رأسه.
وزاد في رواية: "وكانوا يستحبون للرجل ألا يجاوز بصره مصلاه".أي: موضع سجوده.
فالنظر إلى السجود في الصلاة أقرب أقوال أهل العلم إلى الصواب.
ويستثنى من ذلك -كما نبهنا مرارا- النظر إلى السبابة في التشهد، عند الدعاء، فعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بالسبابة-سبابة اليمين-، لا يجاوز بصرُه إشارتَه " .
قال النووي: "والسنَّة أن لا يجاوزه بصره إشارته".
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 20/4/1442هـ