خزانة الفتاوى / منوع / إلقاء السلام على فاعل المعصية، كالمدخن والحليق والمسبل ونحوهم.

إلقاء السلام على فاعل المعصية، كالمدخن والحليق والمسبل ونحوهم.

تاريخ النشر : 14 ذو القعدة 1442 هـ - الموافق 24 يونيو 2021 م | المشاهدات : 562
مشاركة هذه المادة ×
"إلقاء السلام على فاعل المعصية، كالمدخن والحليق والمسبل ونحوهم."

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
حياكم الله ياشيخ، ايه حكم السلام على واحد وهو بيدخن او حالق لحيته، او كان جماعة في جلسة على شيشه والمتبدع أثناء البدعه وزي كده؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد 
فإن الأصل هو سنية إلقاء السلام وإشاعته بين الناس، وهو حق من حقوق المسلمين، حتى العاصي والفاسق منهم، إلا على غير المسلمين، فقد ورد النهي عن بداءتهم بالسلام، لكن يجب الرد عليهم لو سلموا؛ لعموم الآية. 
فإن رأى المارُّ على صاحب المعصية وأثناءها أن ترك السلام يحصل به تعزير وردع لهذا العاصي، ويتأثر بترك السلام عليه، فحينئذ لا بأس لو ترك السلام عليه، سيما إن كان المارُّ من أهل الخير الملتزمين بإلقاء السلام على كل أحد، فربما كان هذا زجرًا له على ترك معصيته، فحينئذ ترك السلام عليه أفضل، شرط أن يحقق تلك المصلحة.
أما لو كان ترك السلام عليه يزيده بغضا وكرها فيك، أو استمرارا في معصيته، أو نفرة من أهل الخير، وربما اتهم المارَّ بالجهل أو الكِبْر أو ترك السنة، فهنا يتعين إلقاء السلام عليه، ولو كان غارقا في معصيته، بل هذا أفضل، سيما إن كان يتألفه به.
تنبيه: 
يجب التفريق بين العاصي أثناء معصيته، كالمدخن يدخن، وبين من انتهى من معصيته، كمن حلق لحيته، ثم مررت عليه وقد انتهى من الحلق، فهذا الباقي على وجهه هو أثر المعصية، وليس نفس المعصية، نعم لو مررت عليه وهو يحلق، فهو مرور عليه أثناء المعصية، أما وقد انتهى، فالأمر مختلف، ونظيره لو انتهى المدخن من الدخان، ومررت عليه وبقي رائحة الدخان فقط، فهذا أثر المعصية، وليس نفس المعصية، فحينئذ يسن التسليم عليهما قولا واحدا، وترك السلام عليهما في تلك الحال تركٌ وتفويتٌ للسنة.
على أنه يجب أن يكون في الحسبان أن كثيرا من هؤلاء قد يفعلون تلك المعاصي بناء على فتاوى اشتهرت عندهم بالجواز، فلا يرى أصلا أنه يفعل معصية، فلا ينبغي أن تسقطه تلك المعاصي من نظرك، فعامله برفق، مع وجوب  بيان الحق لهم، وفتح باب العلم عليهم، متى تأتى ذلك.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 1/11/1442هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف