خزانة الفتاوى / منوع / لا تستهن بالدعاء للغير بظهر الغيب

لا تستهن بالدعاء للغير بظهر الغيب

تاريخ النشر : 14 ذو القعدة 1442 هـ - الموافق 24 يونيو 2021 م | المشاهدات : 1074
مشاركة هذه المادة ×
"لا تستهن بالدعاء للغير بظهر الغيب"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن الدعاء للغير من لبِّ وخالص الإسلام، فإن الله تعالى قال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ) [الحشر:10]، وقال تَعَالَى إخْبَارًا عَن إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) [إبراهيم:41].
وعند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ ولَكَ بمِثْلٍ). 
وعنده أيضا قال صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ نَفْسٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ»، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ، فقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟»، فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ؟! فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ» صحيح. 
وغير ذلك من النصوص، قرآنًا وسنةً.
فلا تستهِنْ أو تبخل بقولك على منشور لأخيك أو في رسالة له ونحوه: "جزاك الله خيرا"، أو "كتب أجرك" أو "بارك الله فيك"، ونحوه، فتلك دعوات مباركة، تجد أجرها في الدنيا والآخرة، وينالُك منها بتأمين الملائكة عليها، وقولهم: "آمين، ولك بمثل".
أعاننا الله وإياكم على الحق، وثبتنا عليه حتى نلقاه تعالى
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 9/11/1442هـ
 
المادة السابقة
المادة التالية

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف