خزانة الفتاوى / الصلاة / هل يجوز القيام للخامسة متابعةً للإمام؟

هل يجوز القيام للخامسة متابعةً للإمام؟

تاريخ النشر : 4 ربيع آخر 1443 هـ - الموافق 10 نوفمبر 2021 م | المشاهدات : 515
مشاركة هذه المادة ×
"هل يجوز القيام للخامسة متابعةً للإمام؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن قام الإمام للخامسة، سهوا أو خطأ، وقد نبَّهَه أكثر الناس، فلم يستجب، فإن للمأموم معه أحوال: 
الأولى: أن يجزم أن الصلاة تمت، وأن هذه الخامسة بالفعل، فلا يجوز له متابعة الإمام على ذلك، بل يجلس حتى ينتهي الإمام من تلك الخامسة، ويسلم معه من الصلاة، ولو سلم قبله لصحت صلاته، لكن الانتظار أولى.
الثانية: أن يتردد ويشك، فهذا يلزمه متابعة الإمام، إلا إن تبين له يقينٌ آخر، وأن الصلاة تمت أربعًا، فيجب عليه مخالفته، والجلوس في الحال.
الثالثة: أن يجزم أن الصلاة ناقصة، وأن ما قام إليه الإمام هو الرابعة فعلا، فهذا يجب عليها متابعة الإمام.
تنبيهات: 
-يجب على الإمام أن يكون فطنا، فإن وجد أكثر المصلين يسبحون له، فإنه يُغَلِّب ظنَّهُم على ظنِّهِ، فإنَّ غلبةَ الصواب معهم حينئذ، وفيجلس، ولا يعاند ويستمر!
-أما المأموم الذي يقوم ليتابعه، مع قطعه أنها خامسة، ظنًّا منه أن الإمام يُتابَع بكل حال، للأمر النبوي بمتابعة الإمام!!! فهذا خطأ عظيم، فإنما وجبت متابعة الإمام فيما تصح به الصلاة، أما إن كانت المتابعة تفضي إلى بطلان الصلاة، فإنه لا يجوز حينئذ المتابعة في هذا القدر من الصلاة.
-ثم من قام من المأمومين إلى الخامسة بعد علمه بأنها فعلا خامسة، فإن أكثر أهل العلم يرون بطلان صلاته، وأنه تجب عليه إعادتها.
لكن يحتمل أن يقال بعدم بطلان صلاته إن كان جاهلا، أو كان متأولا لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به ..) أو أن الإمام ضامن، فمثل هذا يُعلَّم، ولا يقال له أَعِد الصلاة.
-أما صلاة الإمام في تلك الحال، فإنه ينظر: إن كان قام للخامسة لخلل في ركعاته الأربعة، لم يطلع عليه مَنْ خَلفَه، فإن صلاته تصح، ولا يجوز متابعته كما سبق. 
-أما إن لم يكن في صلاته خللٌ، وأصرَّ على القيام للخامسة، بالرغم من تنبيه أكثر المصلين، فإن صلاته تبطل للزيادة العمد، ويجب عليه إعادة الصلاة، ولا تجب الإعادة على من جلس من المأمومين، وأما من قام معه لتلك الزيادة، فعلى التفصيل السابق.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 30/3/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف