خزانة الفتاوى / الصيام / النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان، وما يتعلق به

النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان، وما يتعلق به

تاريخ النشر : 21 شعبان 1443 هـ - الموافق 25 مارس 2022 م | المشاهدات : 760
مشاركة هذه المادة ×
"النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان، وما يتعلق به "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد 
 فقد أخرج أصحاب السنن عن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا).
فتضمن هذا الحديث النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان، وفي الحديث من المباحث ما يأتي: 
أولا: الكلام في سنده، فقد صححه جماعة من أهل العلم، وضعفه آخرون، والراجح صحته.
ثانيا: اختلف في إفادة النهي الوارد في الحديث للكراهة، أم للتحريم، والأرجح أنه للتحريم، وذلك الأصل في النهي عموما، أنه يفيد التحريم، إلا ما كان من نهي في الآداب، فهو محمول على الكراهة.
ثالثا: المراد من الحديث، سيما إنه ورد أن النبي صلى الله عليه سلم كان يصوم شعبان كله، إلا قليلا، وهو يعني أنه صلى الله عليه وسلم يصوم بعد انتصاف شعبان، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تقدم رمضان، بصوم يوم أو يومين، مما يعني أن المسلم مأذون له أن يصوم إلى خواتيم شعبان، قبل رمضان بيوم أو يومين، فكيف يكون الجمع بينهما؟
ذهب أهل العلم إلى أن النهي الوارد في الحديث الأول لمن أراد بدء الصوم مع انتصاف شعبان، فينهى عن ذلك، أما من صام من أول الشهر، فله أن يكمل الشهر صائما، كما هو فِعْل النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون الصوم بعد انتصاف شعبان مباحا له، بل ومسنونا.
أما على القول بضعفه، فلا إشكال عليه أصلا، وصومه مُرَغَّبٌ فيه، لعموم الأدلة المُرَغِّبة في صوم أكثر شعبان.
وكذلك على القول بصحته وإفادته الكراهة، وليس التحريم، فلا إشكال لمن بدأ الصوم من انتصاف شعبان، وإن كان خلاف الأولى؛ لكونه مكروها.
وأما العلة في ذلك، ولماذا نهى، ولماذا أباح؟! فحال المسلم في ذلك هو الامتثال لدين الله تعالى، وشرعه، ولو لم يعقل معناه.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في الأول من شعبان لعام ثلاث وأربعين وأربعمائة وألف، من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف