تاريخ النشر : 26 شعبان 1443 هـ - الموافق 30 مارس 2022 م |
المشاهدات : 329 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وسيد المرسلين نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
مما ذكر في تلك المسألة: أن البنك لا يذهب لأحد ويقول: سلفني أو أقرضني!!
والجواب: نعم نوافقكم هذا هو الأصل في القرض، أن يذهب أحد إلى آخر، ويقول: سلفني أو أقرضني!
لكن للقرض معنى -جرى التنبيه عليه عشرات المرات- وهو أن القرض هو العقد الوحيد في الإسلام الذي يقوم على ضمان رأس المال لدافعه، وذلك أن المقترض لا يتصور أن يقول للمقرض: إن اقترضت منك المال، فلو ضاع أو سُرق، فسامحني، لا أستطيع ردِّه إليك!!! فهذا لا يقبله أحد البتة، ويمتنع المقرضُ، ويمتنع فعل المعروف بين الناس إذن.
لذلك وجب قيامه على أنه مضمون بكل حال للمقرض.
وهذا بعينه هو ما بين البنك والمُودِعِين، فسواء قال البنك للعميل: أقرضني، وهذا غير واقع، أو قامت المعاملة على حقيقة القرض، وهو ضمان البنك للعميل مطلقا، فقد أصبحت العلاقة بينهما اقتراضًا، دون أدنى شك، وهذا بكل أسف ما صعب فهمه، حتى على بعض المتخصصين!!
والله المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 26/8/1443هـ
