ما حكم هذه المقالة:
اللَّهُمَّ إِنِّي نَوَيْتُ الإِهْلَالَ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ قَاصِدًا التَّوَجُّهَ بِرُوحِي إلى مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، اللَّهُمَّ حَبَسَنِي العُذْرُ وَفَقَدْتُ الاسْتِطَاعَةَ فَلَا تَحْرِمْنِي الأَجْرَ بِنِيَّتِي وَالمَثُوبَةِ، رَبِّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَقْبُولًا لَا جِدَالَ فِيهِ وَلَا رِيَاءَ وَلَا مُفَاخَرَةَ وَلَا سُمْعَةَ؛ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ.
فَهَلْ أُعْتَبَرُ بِذَلِكَ مُحْرِمًا بِالحَجِّ وَالعُمْرَةِ إِنْ قُلْتُهَا؟ وإن قرأتها مجرد قراءة هل علي شئ؟؟
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
هذا الكلام من جملة الجهل والعبث الذي يمارسه بعض المسلمين بعاطفة كاذبة، قد تصل به إلى خطر عظيم على دينه، فإن العبد إن أهلَّ بالحج أو العمرة، وهو في بيته، لم يصل إلى المواقيت المكانية، فهذا من جملة الإحرام بالنسك، فينعقد ويصح نُسكُه في قول جمهور أهل العلم.
وحينئذ يطالب بتجنب سائر محظورات الإحرام، كما يجب عليه إتمام النسك، فلا يحل من هذا النسك، ولو بقي عشرات السنوات، حتى ينتهي من النسك الذي أهلَّ وأحرم به، ولو عقد نكاحه في تلك الفترة كان عقد النكاح فاسدا!!
ولو كان متزوجا فجِماعُهُ وإتيانُه أهْلَه محرم، ويأثم به العبد!!
ناهيك عن وجوب تجنب قص الشعر والظفر، وتجنب الطيب والمخيط من الثياب، وهلم جرًّا!!
ولا يتخلص من كل ذلك حتى ينهي النسك الذي أهل وأحرم به، ولا يكون ذلك إلا بإتيان المناسك في مكة، وإتمامها وفق الشرع!
وهذا من شؤم الجهل وانتشار تلك العواطف الفاسدة بين المسلمين!!
وربما أجابهم جاهل بجواز مثل هذا حتى يشارك الحاجَّ والمعتمرَ في مكة، وهو في بيته!! فيستحسن الناسُ مثل هذه التُّرُّهاتِ، ويتسارعون في فعلها، فيقعون في حرج شرعي عظيم، وهم لا يفقهون.
فلا يجوز لمسلم أن يقبل على هذا، إلا إن أراد الحج أو العمرة، فيحرم بنسكه من الميقات، وليس من بيته.
فلا يتساهل في مثل هذه العبارة البتة: "نَوَيْتُ الإِهْلَالَ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ قَاصِدًا التَّوَجُّهَ بِرُوحِي إلى مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ"!! فهي عبارة خطيرة منشؤها الجهل والعاطفة، بقصد حسن، توقع العبد في مفاسد عظيمة!
والله المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في الثاني من ذي الحجة، لعام ثلاثة وأربعين وأربعمائة وألف من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.