خزانة الفتاوى / عقيدة / ليس لأبي الحسن الأشعري رحمه الله مذهبٌ خاصٌّ، مات عليه، بل مات على مذهب السلف

ليس لأبي الحسن الأشعري رحمه الله مذهبٌ خاصٌّ، مات عليه، بل مات على مذهب السلف

تاريخ النشر : 14 صفر 1444 هـ - الموافق 11 سبتمبر 2022 م | المشاهدات : 1396
مشاركة هذه المادة ×
"ليس لأبي الحسن الأشعري رحمه الله مذهبٌ خاصٌّ، مات عليه، بل مات على مذهب السلف"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وسيد المرسلين نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
  ليس لأبي الحسن الأشعري رحمه الله مذهبٌ خاصٌّ، مات عليه، بل مات على مذهب السلف
 فأبو الحسن الأشعري رحمه الله باختصار شديد مرَّ بمراحل ثلاثة: 
الأولى: الاعتزال، وهذا لقرابة أربعين عاما، يتلقى الاعتزال عن زوج أمه، أبي عليٍّ الجُبَّائي، وهو رأس من رؤوس الاعتزال، وقد ناظره أكثر من مرة، حتى انقطع الجبائي في المناظرة، وتبين لأبي الحسن بطلان ما عليه المعتزلة، حتى انقلب عليهم، وتركهم. 
الثانية: متابعته لأبي محمد عبد الله بن سعيد بن كُلاَّب، وقد كان ابن كلاب يردُّ في ذلك الوقت على المعتزلة، وله مصنفات كثيرة في الرد عليهم، غير أنه تأثر بهم في نفي وتأويل الصفات الخبرية، كالوجه واليدين والقَدَم والساق والنزول والاستواء، ووافقهم في إثبات الصفات العقلية السبعة فقط، فلم يكن أحسن حالا من المعتزلة بكثير، وهذه هي المرحلة التي عليها أشاعرة اليوم.
الثالثة: توبته من ذلك كله، ورجوعه إلى مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله، وسائر السلف، وهذا بعد التقائه بشيخ السنة في زمانه زكريا الساجي رحمه الله، وهذا يظهر صريحا وجليا في كتبه الثلاثة: الإبانة ومقالات الإسلاميين، ورسالته إلى أهل الثغر، وهو في ذلك -في الجملة- موافق لمذهب السلف، ومخالف لما عليه المعاصرون، ممن يزعم أنهم على على نهجه، وأنهم أهل السنة والجماعة!!
فهذا هو أبو الحسن الأشعري، على تَقَلُّباته، وامتنان الله عليه بلزوم مذهب السلف في آخر عمره، فمذهبه رحمه الله الذي مات عليه، هو مذهب السلف، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين وتابعيهم، وأئمة المذاهب الفقهية المشهورة الأربعة، وأئمة السنة والحديث، وأئمة التفسير والعقيدة واللغة، وليس مذهبا خاصًّا به، بل هو مذهب الحق الذي حاد عنه، ثم رجع وتاب إليه.
فمن زعم أنه تابع لأبي الحسن في مذهبه الذي مات عليه لزمه اتِّباعُ السلف، ومن وافق مذهبَه وقتَ اعتزاله، أو وقتَ اتباعه لابن كلاب، فهو على البدعة، وليس من أهل السنة والجماعة في شيء، بل حالهم أشبه بجهمية عائدة، نسأل الله تعالى السلامة والعافية.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 28/1/1444هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف