خزانة الفتاوى / عقيدة / الديانة الإبراهيمية

الديانة الإبراهيمية

تاريخ النشر : 2 ذو القعدة 1444 هـ - الموافق 22 مايو 2023 م | المشاهدات : 599
مشاركة هذه المادة ×
"الديانة الإبراهيمية"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 زعم أهل الباطل أن هناك دينا يشمل الإسلام، مضمومًا إليه ما يسمونه باليهودية والنصرانية، وأن هذا الدين هو الدين الإبراهيمي نسبة إلى الحنيف المسلم نبي الله تعالى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فهو أبو الأنبياء عليهم صلوات الله تعالى وتسليمه، وبالتالي فالانتساب إلى دينه أولى، وأدعى للسلام والتعايش، بما بين تلك الشرائع - على زعمهم - من مشترك إنساني، فزعموا أن دينه يشمل تلك الشرائع الثلاثة، ومن ثم يمكن أن يوجد دينٌ واحدٌ يشملهم الثلاثة!!
وهذا زعم باطل، ومحض بهتان، فإن نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم مسلم بنص القرآن، نفى الله تعالى عنه أن يكون يهوديا أو نصرانيا، قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
وبين الله تعالى بشكل واضح جلي، أن تلك الشرائع، وتلك الكتب أنزلت بعده صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فلا يمكن أن تنسب إليه؟! قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).
فإن كانت تلك الشرائع حصل التكليف بها بعده صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون منسوبا إليها، أو تنسب هي إليه؟!
فاعتقاد أن الدِّين الإبراهيمي (الإنساني) يشمل تلك الشرائع الثلاثة، وأن هناك أديانًا أخرى أصلا غير الإسلام، هو اعتقاد باطل يراد به الترويج لوجود ديانة جديدة، يحصل بها مصادرة تامة للإسلام نفسه، وتنحية له عن التفرد والاستقلال والقوة، وهذا الشأن الذي هو بمثابة الشوكة في حلوقهم، وأنى لهم ذلك بإذن الله تعالى.
فنبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام مسلم، لا ينسب إلى يهودية، ولا نصرانية، ولا تنسبان إليه بوجه من الوجوه، وما يراد لهدم هذا الدين، لن يكون بإذن الله تعالى، فإن الله تعالى ناصر دينَه، مهما سعى البطالون إلى إسقاطه، أو تسويته بغيره من شرائع منسوخة، بدعوى التعايش والسلام!!! 
فإن الدين عند الله تعالى دينٌ واحدٌ، هو الإسلام، وهو الدِّينُ الحاكمُ على كل شريعة قبله، فمن ابتغى غيره دينًا، فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين، وكل من يسعى لتسويته بتلك الشرائع خاسرٌ، في الدنيا والآخرة.
ومن التزمه، وقام به على الوجه الذي أراده الله تعالى، عاش السلام عينه، وأمن وسلم في الدنيا والآخرة.
وقد سبق التنبيه كثيرا على بطلان دعوى الديانات السماوية الثلاثة، وأنه ما من نبيٍّ إلا دعا قومه إلى الإسلام الخالص، والتوحيد الخالص، وأن ما سواه شرائع، وليست ديانات مختلفة عن الإسلام، بل دين إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وكل أنبياء الله تعالى صلى الله وسلم عليهم أجمعين، هو دين الإسلام.
والله تعالى المستعان، وعليه التكلان.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 29/7/1444هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف