خزانة الفتاوى / عقيدة / مناقشة مع بعض الفضليات في الاحتفال بليلة النصف من شعبان

مناقشة مع بعض الفضليات في الاحتفال بليلة النصف من شعبان

تاريخ النشر : 2 ذو القعدة 1444 هـ - الموافق 22 مايو 2023 م | المشاهدات : 586
مشاركة هذه المادة ×
"مناقشة مع بعض الفضليات في الاحتفال بليلة النصف من شعبان"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 رأي حضرتك في استحباب الفقهاء لقيام هذه الليلة
كلهم علماء وبينهم خلاف
انا كطالبة علم
اخرج من الخلاف ازاي
وكل واحد له دليله او بيميل لرأي معين
وهل الشافعي واحمد
هنا ابتدعوا؟
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فالعبرة في ذلك بالدليل من الكتاب والسنة، ففي الصحيحين أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا، فيقول هل من سائل فأعطيه، وهل من مستغفر فأغفر له .. إلخ، فهذا حديث في الصحيحين، وفيه الدعوة صراحة إلى تعرض العبد إلى الله تعالي في جوف الليل، وكل ليلة، ومع ذلك لا نرى أحدا يهتم، به، ولا يدعو إليه، وهو في الصحاح، ثم تجده ينشط جدا، لحديث ضعيف جدا، لا يكاد يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله تعالى يطلع ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن! 
فالحديث أصالة ضعيف جدا، وعلى تقدير تحسينه كما فعله الشيخ الألباني رحمه الله، فليس فيه أدنى إشارة إلى استحباب قيام تلك الليلة، ومع ذلك نجد هذا النشاط، وتلك الهمة، في السعي إلى إثباته! 
نفس ما يصنعه أهل المولد النبوي، يتركون سُنَّته صلى الله عليه وسلم طول العام، ويتمسكون بالاحتفال بمولده يوما في العام، أما المواظبة على السنة، فلا تكاد تجد أحدا منهم ينشط لذلك!!! 
ثم قولهم: قال الشافعي كذا، وكذا، فالجواب: ففي المقابل أيضا قال بخلافه مالك، أو غيره من أئمة الإسلام، فماذا نصنع؟ والجواب في القرآن، قال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) فلم الحيرة إذن؟! 
ثم لو كان هذا من الخير، فأين منه النبي صلى الله عليه وسلم، فإن قيل لعله شُغل صلى الله عليه وسلم، فأين أصحابه رضي الله عنهم من الاحتفال والاهتمام بتلك الليلة؟!! والأمر بيِّن واضحٌ، أنه لم تكن لهم تلك الليلة على بالٍ، ولا المولد النبوي أيضا، وفي اتباعهم كل الخير، فما كان دينًا يومئذ، فهو الدِّينُ اليوم، وإلى يوم القيامة، وما لا، فلا.
لكن قطعا لا يقال للشافعي وأمثاله: ابتدعوا !! إنما اجتهدوا، هذا إن ثبت عنهم! وكل يُؤخذ من علمه ويردُّ، إلا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهذا قد قاله أئمة المسلمين عامة؟
،وقد ورد نظير ذلك من عمل ابن عمر رضي الله عنهما، فقد خالف جماهير الصحابة رضي الله عنهم في مسائل، حتى كان يتحرى مواضع بول النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يوافقوه عليها، وحاشاه رضي الله عنه أن يقال لعمله بدعة، لكنه اجتهاد، ويثيبه الله تعالى على نيته، ومع ذلك لا يتابع عليه.
وفقكم الله وبارك فيكم
أخوكم محمد بن موسى الدالي
في 15 شعبان، 1444هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف