ما حكم الصلاة بمسجد به ضريح ، طيب هناك من قاس وقال أن من يقول بعدم صحة الصلاة بالمسجد الذي به ضريح إذا فالصلاة في المسجد النبوي الشريف غير صحيحة لان بها ضريح النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر.
بارك الله فيك؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن الكلام في هذه المسألة على الصلاة في مسجد بني على ضريح، وليس القبر دخل فيه، كما هو الحال في القبر النبوي، فإن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه رضي الله عنهما، لم يبنَ عليها المسجد، إنما دخلت تلك المقابر الثلاثة في المسجد، مع التوسعات، في عهد عبد الملك بن مروان رحمه الله، مع رفض من بقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حينها، وإلا فمن المتقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم مات على التحذير الشديد من اتخاذ القبور مساجد، والنهي المتقرر عن البناء على القبور، ولعن من فعل ذلك، قال عليه الصلاة والسلام لما أخبرته أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما بكنيسة في الحبشة فيها تصاوير، فقال: ( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله ) أخرجاه.
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا، وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك ) مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجداً.
ولمن أراد الرد على من يستدل بوجود القبر النبوي داخل المسجد النبوي، فقد بينت ذلك في مقالة مطولة، يحسن الرجوع إليها، على هذا الرابط: https://dr-aldaly.com/ar/255
أما الصلاة في المسجد الذي به القبر، فأهل العلم يفرِّقون بين ما إذا كان المسجد بني أوَّلًا، ثم أدخل فيه القبر، فيصحِّحون الصلاة فيه، حيث كان المسجد أسبق، وبين ما إذا كان القبر أوَّلًا، ثم بني عليه المسجد، فلا تصح الصلاة فيه، حيث تأخر بناء المسجد فوق القبر.
والذي يترجح عندي أنه لو لم يجد الشخص إلا هذا المسجد المبني على قبر، فإنه يترك الصلاة فيه، ولو صلى منفردا في بيته، وهو معذور في ذلك، ولا يقال تارك للجماعة !! فإنما تركه؛ دفعا للشبهة عن نفسه، وخشية أن يقتدي به أحد، إن كان من أهل الاقتداء والتأسي.
وهذا كله فيما إن كان الشخص يصلي فيه فحسب، دون قصد القربة لصاحب القبر ونحوه، أما إن اتخذ هذا القبر تقرُّبا لصاحب القبر، أو كان المسجد يتخذه الناس مزارًا للتبرك به ونحوه، فإن النهي عن الصلاة فيه آكد وأشد، والمسلم الفطن الذي لا يعرض دينه وصلاته للبطلان، ونفسه للاتهام.
والله الموفق
تنبيه: قد جرى التنبيه مرارا أنه ليس في الإسلام ما يسمى بالضريح، بل الكل قبور، ولو كان قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 11/10/1444هـ