الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن الأصل أن زكاة الفطر تُُخرج حيث يوجد المزكِّي، فهي زكاة تتبع بَدَنَه، وقد ذهب أكثر الفقهاء إلى أنه متى وجد فقراء أحوج إلى زكاة الفطر من أهل مكان المزكِّي، فهم أولى بها، ولا أظن في الأيام الحالية أناسًا أشدَّ فقرًا وحاجةً وعوزًا وكربًا من أهل غزة، والذين أصابهم من الضَّرر والجُوع والبلاء والمُصاب ما لا يتصوره عقلٌ، ولا يقبله قلبُ مسلمٍ، حتى مات كثير منهم جوعا !!! وإلى الله المشتكى.
فيتحتم في هذه الظروف إرسال زكاة الفطر، بل وزكاة المال إلى أهل غزة، حتى يغلب على الظن تحسن حالهم، ورفع البلاء عنهم، سائلين الله تعالى أن يعجل لهم بالنصر، وأن يكشف عنهم ما حل بهم، عاجلا غير آجل، وأن يُمدَّهم بعونٍ ومددٍ من عنده، إنه على ذلك قدير .. آمين.
لكن يشترط في تلك الحال أن نقطع بوصولها إليهم، عن طريق الجهات الموثوقة، فإن خشينا عدم الوصول، فإخراجها في المكان الذي به المزكِّي أولى.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 9/9/1445هـ