ما حكم قراءة الفاتحة للميت وقراءتها عند التقدم لخطبة المرأة؟
الحمد
لله رب العالمين
أما
قراءة الفاتحة للميت، فقد ينصرف الذهن ابتداء إلى دخولها في الخلاف المشهور في
إهداء ثواب قراءة القرآن للميت، والأمر ليس كذلك، فإن الخلاف السابق فيمن يقرأ
القرآن عموما، وفي أوقات مختلفة، وسور غير مقصودة، بل أي سورة، ثم يهب أجرها
للميت، فهنا وقع الخلاف.
أما
هنا فالأمر مختلف، فالقراءة خاصة بالفاتحة، وعند الموت فقط، وأحيانا عند الانتهاء
من قراءة القرآن، فيقول القارئ: الفااااتحة، والبعض على القبر!!
فهذا
قدرٌ كبيرٌ زائدٌ على الخلاف السابق، فمِنْ ثمَّ فالحكم فيها مختلف، والذي أراه
بدعية هذا العمل، وأنه من البدع والمحدثات، التي لا يجوز للمسلمين البقاء والمتابعة
عليها، بل والواجب التخلص منها، حيث كان فيها مخالفة صريحة لدين الله، وهدي رسوله
الكريم صلى الله عليه وسلم، والذي لم يَدَعْ خيرًا إلا دلَّ عليه أمته، ولا شرًّا
إلا حذَّرها منه، ولو كان هذا من الخير لكان أسبقَ الناسِ إليه النبيُّ صلى الله
عليه وسلم، وأصحابُه الكرام رضي الله عنهم أجمعين، فما زال الناس يموتون في عهده
صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل أبدًا أنه قرأ الفاتحة للميت، ولا عند القبر، ولا
عند الانتهاء من قراءته، ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم الفاتحة بخصيصة عن سائر
القرآن في هذا المقام.
ولا
ينبغي للمسلم أن يكون ألعوبةً في أيدي المبتدعة الجهال، والذي يزيِّنون له الباطل،
فيقولون: "هذه قراءة قرآن، والقرآن خير، وما الذي يضر في هذا .. وغير ذلك من
هذه العبارات الضالة؟!!"
فيجب
عليه أن يجيبهم قائلا: لو كان خيرا، فأين منه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!
وأين منه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من خيرة البشر بعد رسوله صلى الله عليه
وسلم، أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أبرُّ الناس للرسول صلى الله عليه وسلم،
وأشدهم اتباعا له، وأخلصهم لدين الله، وأعلمهم بالخير والحق، وأعمقهم فهما،
وأبعدهم عن البدعة؟!
والأمر
كذلك في قراءة الفاتحة عند بداية الخطبة، فإن هذا من البدع، مع كون الغالب أن
الناس يقرؤونها تبركا، لكن أقول كما قلت سابقا: ألم يتزوج الناس ويخطبون في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم، فلِمَ لمْ يتبرَّك النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة
الفاتحة عند الخطبة أو قبلها ونحوه؟!
فالواجب
أن يتفقه المسلم في أمر البدعة جيدا، وليعلم أن القاعدة في هذا الباب:"ن كل
ما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإن فعله ففعله سنة، وإن تركه فتركه
سنة" والكلام فيما يتعلق بالعبادات، وقراءة الفاتحة في أي موضع عبادة، فيجب
الرجوع فيها للهدي النبوي الكريم، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ورزقنا وإياكم
الفقه وفي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والعمل بهما ظاهرا وباطنا.
كتبه:
د.محمد بن موسى الدالي
في
12/4/1433هـ