حكم التسمية بقيصر
هل يجوز التسمية بقيصر ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن الشريعة الإسلامية اعتنت عناية عظيمة
بالمولود، ورعته أكمل رعاية، ونبهت على جملة من الآداب التي يجب على الوالدين
الأخذ بها، ومن ذلك التسمية؛ لذا جاءت التوجيهات النبوية باختيار اسم حسن له، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( وَأَحَبُّ الأسْمَاءِ إِلَى
اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَقْبَحُهَا
حَرْبٌ وَمُرَّةُ )
أخرجه أبو داود، وصححه الألباني ، كما غيَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم جملة من
الأسماء، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ وَقَالَ: أَنْتِ جَمِيلَةٌ. أخرجه
مسلم، وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم غيَّر اسم بَرَّة إلى زينب، وغيَّر بعض
الأسماء من حرب إلى سِلْم، ومن حَزَن إلى سَهْل، ومن عاصٍ إلى عبد الله ، وقد بين الله تعالى مزية الاسم
الحسن ، فقال: {يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ
لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7].
أما الاسم المذكور ( قيصر )، فهو لقبٌ لكل ملكٍ من ملوك الرُّوم، وهم قومٌ نصارى، وهذا الاسم مختصٌّ بهم،
ولا يجوز التسمي بأسماء النصارى أو اليهود الخاصَّة بهم؛ لما فيه من التشبه، قال ابن
القيم: الأسماء ثلاثة أقسام: الأول: قسم يختص المسلمين. والثاني: قسم يختص الكفار كجرجس وبطرس ويوحنا ومتى
ونحوها فلا يمنعون منه، ولا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك؛ لما فيه من المشابهة فيما
يختصون به.. والثالث: قسم مشترك كيحيى وعيسى
وأيوب وداود وسليمان ونحوها، فهذا لا يمنع منه أهل الذمة ولا المسلمون. اهـ بتصرف.
وقال الشيخ بكر أبو زيد: "ومن أبرز سماته - يعني: الاسم الشرعي - ألا
يكون في الاسم تشبُّهٌ بأعداء الله".
والله الموفق
كتبه:
د.محمد بن موسى الدالي
في 2/2/1437هـ