المواد / فتاوى منوعة / تخصيصُ المرأةِ بالذِّكْر في شأن الزِّنا والسَّرِقة في القرآن

تخصيصُ المرأةِ بالذِّكْر في شأن الزِّنا والسَّرِقة في القرآن

تاريخ النشر : 9 رجب 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 904
مشاركة هذه المادة ×
"تخصيصُ المرأةِ بالذِّكْر في شأن الزِّنا والسَّرِقة في القرآن"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

تخصيصُ المرأةِ بالذِّكْر في شأن الزِّنا والسَّرِقة في القُرآنِ

ما الحكمة من تخصيص المرأة بالذِّكر في قوله تعالى: { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي }وقوله تعالى:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ} أما باقي الأحكام فقد جاءت عامة ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن هذه المسألة فيها وجهان في الجواب عنها، أولهما: لم خُصَّت المرأة بالذِّكر في هذين الحكمين، دون بقية الأحكام، والثاني: لما قُدِّمت المرأة في الزنا، وأُخِّرت في السرقة؟

أما الأول: فإن هذين الحكمين: "الزنا والسرقة" من أعظم الذنوب، كما أن المرأة في كلتا الصورتين لها من الأهمية ما يدعو إلى ذِكرها ، فذِكْرُ اللهِ تعالى المرأةَ في الزنا؛ لأنها في الغالب الداعية إليه، وهي السبب الرئيس في الأمر، فمن ثمَّ ذكرها الله تعالى تأكيدا وتعليلا، تأكيدا على أنها مستحقة للعقوبة، وتعليلا لأنها السبب في الوقوع في تلك الجريمة، فحمَّلها الله تعالى المسؤولية، وإن استويا في الحكم.

وأما في السرقة، فلمَّا كان الرجل هو غالبا من يقوم بالسرقة ذَكَرَ المرأةَ لدفعِ توهُّمِ أن تكون صيغة التذكير في السارق قيدا، بحيث لا يجري حدُّ السرقة إلا على الرجال، سيما أن العرب لم يكونوا يقيمون للمرأة وزنا ، فلا يجرون عليها العقوبات، فأكَّد الله بذلك على استحقاقها نفس الحكم.

أما التقديم والتأخير، فقدَّم اللهُ تعالى المرأةَ في الزنا؛ لأنها هي الباعث على الوقوع فيه، فهي التي تفتن الرجل بملابسها ونظراتها وغير ذلك، ولو امتنعت المرأة والتزمت بالشرع ما وجد الرجل إلى ذلك سبيلا، فتقديمها أشدُّ في التحذير لها، وكلاهما مع ذلك مستحقٌّ لنفس العقوبة، كما قال تعالى: { فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا } [النور: 2].

بخلاف السرقة، فإن الرجل هو غالبا الساعي إليها، وهو من يفعل الأسباب الموقعة فيها، فضلوع الرجل بجريمة السرقة أكثر، فكان أولى بالتقديم.

والله الموفق

كتبه: د. محمد بن موسى الدالي

في 4/6/1431هـ

                                                                                                                                                             

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف