المواد / فتاوى منوعة / حكم تلحين القرآن

حكم تلحين القرآن

تاريخ النشر : 8 رجب 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1037
مشاركة هذه المادة ×
"حكم تلحين القرآن"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

حكم تلحين القرآن

حكم تلحين القران ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن التلحين هو: أن يتفنن القاريء في قراءته، لِيُصْدر أصواتاً مَصُوغةً بأساليب معينة، الأمر الذي قد ينتج عنه تغيير لبنية اللفظ القرآني.

وتلحين القرآن قسمان:

الأول: ما يتغير فيه لفظ القرآن، ويخرج عن وضعه ولفظه الذي أنزله الله تعالى به، بزيادة أو نقصان، فهذا التلحين محرم، ولا يجوز، بلا نزاع بين أهل العلم.

الثاني: ما حوفظ فيه على لفظ القرآن المنزَّل، لكن حُذي به نحو التطريب وأساليب الغناء، فقد اختلف أهل العلم فيه على قولين:

الأول: جواز ذلك، وهو مذهب أبي حنيفة وصاحبيه، ورواية عن الشافعي، واختارها أبو بكر بن العربي المالكي، ودليله: حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: « استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتي من الليل، فلما أصبحت، قال: يا أبا موسى ، استمعت قراءتك الليلة، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود. قلت: يا رسول الله لو علمت مكانك لحبرت لك تحبيراً»، والتحبير هو التحسين، كما أن تلحين القرآن أخشع لقلب المستمع.

الثاني: كراهة ذلك، وهو مذهب مالك ورواية عن الشافعي، ومذهب أحمد، ودليله: أن الله تعالى أنزل القرآن لتدبُّرِ آياتِه، وتفهُّمِ مَعَانيه، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ص: 29]، وتلحينه يخرجه عما أنزل له، ولأن التلحين يؤدي إلى الزيادة والنقصان في القرآن، إذ  لا يخلو من التمطيط والتقصير.

والراجح:  أنه لا بأس بالتلحين بشرط المحافظة على لفظ القرآن، فلا يخرج به عن وضعه، بزيادة أو نقص في المدود، أو تغيير في حركاته، بل يلتزم بالأحكام المعروفة في ذلك، كما لا يجوز بحال أن يكون على ألحان الأغاني، فهذا امتهان عظيم لكتاب الله تعالى.

والله الموفق

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 3/5/1431هـ               

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف