الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن كثيرا من الناس يحكي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ، فقال: إنْ شاءَ اللهُ، فلا حِنْثَ عليهِ) ويفهم منه أن الاستنثاء في النص، يرفع عنه وجوبَ الالتزام باليمين، فيظنُّ أنه لو قال: "إن شاء الله"، فإنه لا يلزمه الوفاء باليمين !! فيحمله هذا على التلاعب والتهاون في يمينه، وغالبًا لا يفي به!
وهذا محض خطأ في فهم معنى النص، فإن النص إنما أريد به تفويض الأمر إلى الله تعالى، وليس التخلص من اليمين، إنما المقصود سأبذل قصارى جهدي، وأبذل كل الأسباب للوفاء بيميني، فإن لم يشأه الله تعالى، فلا حنث علي.
أما إن قصد من أوله أمره عدمَ الوفاء، وعدم الاكتراث لهذا اليمين؛ ظنًّا منه أن قول: "إن شاء الله" ينفعه!
فهذا جاهل، وتلزمه كفارة اليمين فيما لو لم يفِ بيمينه، ولا ينفعه قول: "إن شاء الله" إذن، على قصده الفاسد.
والله المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 27/6/1446هـ