توكيلُ الإمامِ غيرَ مؤهلٍ للصلاةِ بالناسِ
بعض الأئمة يذهب لقضاء عمرة رمضان، ويتركون
المساجد لأناس غير مؤهلين، فما حكم هذا العمل؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
الأصل فيمن تولى الإمامة، والتزم بذلك أن يقوم
بهذا الواجب بنفسه، ولا يقصِّر فيه، ولا يجوز له أن يتخلف عن الإمامة إلا لعذر، كمرض
يُقعِدُه عن الصلاة في المسجد، أو سفر طاريء، ونحوه، وفي تلك الحال يجب عليه أن
يوكَّل من يرضاه أهل المسجد، بشرط سماح نظام الأوقاف بذلك، وأن يكون بعِلْمهم، فإن
وكَّل من ليس أهلا للإمامة، فهذه خيانةٌ للأمانة، وهو آثم بهذا الفعل.
ويستثنى من ذلك : ما إذا كان لا يمكنه أداءُ
صلاةٍ معينةٍ يوميا، كصلاة الظهر لوظيفة ونحوه، وقد وكَّل أهلا للإمامة ، فقد جَرَت
العادة بالسماح بذلك، بإذن الجهة المعنية.
أما إن كان بغير عذر، كمن يتغيَّبُ مرارا ،
ويسافر يمينا ويسارا، رحلات وأجازات وغيره، فلا يجوز له ، ولا يحل له أخذ المكافأة
في تلك الحال، حتى ولو أناب من هو أهلٌ لذلك، فإن الأصل أن هذه العمل موكول إليه
هو، وقد ينيب غيره بمكافأة أقل مما يأخذ، وهذا من أكل المال بالباطل، وهو كثير في
المؤذنين وعمال النظافة على وجه الخصوص، قال شيخ الإسلام : " و مِنْ أكلِ المالِ
بالباطل قومٌ لهم رواتبُ أضعافُ حاجاتِهِم ، وقومٌ لهم جهاتٌ كثيرةٌ ، معلومُها ? يعني
راتبها - كثيرٌ ، يأخذونه ويستنيبون بيسير " اهـ . فإن رأى في نفسه عدم القدرة
على القيام بهذه المهمة، فالواجب عليه أن يتقدم باعتذار للأوقاف عن المواصلة في
العمل، وليدع الفرصة لغيره.
والله الموفق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 24/4/1437هـ