المواد / فتاوى منوعة / كلامُ المأمومِ مع الإمامِ لمصلحةِ الصلاة

كلامُ المأمومِ مع الإمامِ لمصلحةِ الصلاة

تاريخ النشر : 11 رجب 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 557
مشاركة هذه المادة ×
"كلامُ المأمومِ مع الإمامِ لمصلحةِ الصلاة"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

كلامُ المأمومِ مع الإمامِ لمصلحةِ الصلاة

ما حكم من تكلم مع الإمام في الصلاة ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

الكلام في الصلاة من المأموم يأتي على أوجه متعددة: فتارة يكون لمصلحة الصلاة، وتارة يكون عن جهل وخطأ، وتارة يكون عمدا مع العلم بتحريمه، فما كان لمصلحة الصلاة، فقد اختلف فيه، والراجح أنه لا تبطل به الصلاة، كما لو فتح المأموم على الإمام في القراءة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فالتبس عليه، فلما فرغ قال لأُبَيٍّ : ( أشهدتَّ معنا؟ ) قال : نعم. قال : فما منعك أن تفتحها عليَّ ؟ أخرجه أبو داود، وصححه الألباني.فشرع النبيُّ صلى الله عليه وسلم للمأموم أن يفتح على الإمام؛ لأن ذلك لمصلحة الصلاة.

وفي قصة ذي اليدين في الصحيحين، فقد كلَّم النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمصلحة الصلاة، واستأنف صلى الله عليه وسلم الصلاة، ولم يبطلها، وهو كلام كثير ،  لكنه لمصلحة الصلاة.

ويكون الكلام عن جهلٍ وخطأ، وهذا لا يبطل الصلاة، فقد روى مسلمٌ عن مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ : ( بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ . فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ : وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ - أي: يسكتونه -.. الحديث). فتكلَّم كثيرا في الصلاة جاهلا، وعذره النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهذا متماشٍ مع قاعدة الشرع، فقد قال تعالى:{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة: 286]. قال الله تعالى: قد فعلت.أخرجه مسلم.

أما لو تكلم عمدا، وهو يعلم تحريم الكلام في الصلاة فإن الصلاة تبطل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" رواه مسلم.فمن تكلم في الصلاة على هذا النحو، فقد فعل محظورا من محظوراتها عمدا بعلم، والقاعدة في ذلك بطلان العبادة، كما لو أكل أو شرب وهو صائم، عالما عامدا.

والله الموفق

كتبه: د. محمد بن موسى الدالي

في 3/3/1432هـ


 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف