الفرقُ بينَ القضاءِ الكونيِّ والقضاءِ الشرعيِّ
ما الفرقُ بين القضاءِ الكونيِّ والقضاءِ الشرعيِّ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
الفرقُ بين القضاءِ الكوني والقضاء الشرعي ، يتمثل في الآتي:
-
القضاءُ
الكوني ، لا بد من وقوعه، ويكون فيما يحبُّه الله تعالى، وما لا يحبُّه، كما في
قوله تعالى: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ
فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء: 4]، وقوله
تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ} [سبأ: 14]. فالقضاء في الموضعين
واقعٌ لا محالةَ، وقد لا يحبُّه اللهُ ، كما في إفساد بني إسرائيل في الأرض، فإن
الله تعالى لا يشرعُه، ولا يحبُّه، وما يقع من قتل وتشريد وظلم وإفساد ومعاصٍ وكفر
بالله تعالى .. إلخ، فكل هذا وقع ، ويقع لا محالة بقضاء الله الكوني، وهو غير
محبوب لله تعالى.
-
القضاءُ
الشرعي، لا يكون إلا فيما يحبُّه اللهُ تعالى ويرضاه، وقد يقع وقد لا يقع، كما في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا
إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]، فهذا قضاءٌ شرعيٌّ؛
فإن الله تعالى يحبُّ من الناس أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، وقد يقع، وقد لا يقع،
فقد وجد من لا يعبد الله تعالى، ويكفر به، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ
مِنْ أَمْرِهِمْ } [الأحزاب: 36]، فهذا قضاء شرعي، كما قضى الله تعالى شرعا
بالصلاة والصوم والزكاة وغيره من الطاعات ، وقد لا تقع من كثير من الناس، كما هو
الواقع المشاهَد، فإن وقعت فهو مما يحبُّه اللهُ تعالى.
والله الموفق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي