المواد / فتاوى منوعة / الصَّلاةُ إلى القَبرِ

الصَّلاةُ إلى القَبرِ

تاريخ النشر : 15 رجب 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 906
مشاركة هذه المادة ×
"الصَّلاةُ إلى القَبرِ"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

الصَّلاةُ إلى القَبرِ

ما حكم الصلاة إلى القبر ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فقد تقرَّر في الشريعة الإسلامية التشديد في أمر القبور؛ لكونها ذريعة إلى الشرك، وكلُّ ما كان ذريعةً إلى الشركِ فهو  محرَّم، فجاء الأمر بتسوية القبور، فعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه: ألا أبعثُك على ما بعثَني عليه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلّم؟ ألا أدعَ تمثالا إلا طمسْتُه، ولا قبرا مشْرفا إلا سوَّيته.أخرجه مسلم، وعنده أيضا جاء النهي عن تجصيص القبور والبناء عليها؛ وهذا كله قطعا لذريعة الشرك، والحيلولة دون وقوعه.

وتأكيدا لهذا الحكم ورد النهي عن الصلاة إلى القبور، بحيث يكون القبرُ قبلةَ المصلي، بغير حاجزٍ بينهما، فعن أبي مرثدٍ الغنوي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها) أخرجه مسلم.

فمن صلَّى أيَّ صلاةٍ - فرضاً كانت أو نافلةً - والقبرُ قبلتُه، بغير حاجزٍ؛ فصلاتُه غيرُ صحيحةٍ، لورود النهي عن ذلك، والنهي يقتضي الفساد، أما إن صلى وبينه وبين القبور حاجز، أو كانت القبور عن يمينه أو عن يساره، فلا يظهر حرج في ذلك.  قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "إذا كان في قبلة المسجد شيء من القبور فالأحوط أن يكون بين المسجد وبين المقبرة جدار آخر، غير جدار المسجد، أو طريق يفصل بينهما، هذا هو الأحوط والأولى؛  ليكون ذلك أبعد عن استقبالهم للقبور، أما إن كانت عن يمين المسجد أو عن شماله، أي عن يمين المصلين، أو عن شمالهم فلا يضرهم شيئاً؛ لأنهم لا يستقبلونها "اهـ.

أما الصلاة على الجنازة فهي مستثناة من النهي، فيجوز الصلاة على الجنازة، ولو في المقبرة؛ عملا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كان تقمُّ المسجدَ،  فماتت فسأل النبي صلى الله عليه و سلم عنها فقالوا: ماتت. قال:  ( أفلا كنتم آذنتموني به، دلوني على قبرها ). فأتى قبرها فصلى عليها، فهذا الحديث ونحوه مخصِّصٌ للنهيِ عن الصلاة إلى القبورِ أو فيها.

   واللهُ الموفِّقُ 

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 4/6/1431هـ

 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف