حكم الأكل والشرب مع اليزيدية
ما حكم الأكل والشرب مع طائفة اليزيدية بالعراق ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
اليزيدية فرقة ضالة ، نشأت عام 132هـ ، و كان ذلك على إثر انهيار الدولة الأموية،
وقد كانت هذه الطائفة في بدايتها حركة سياسية لإعادة مجد بني أمية ، ولكن عوامل الجهل
وبعض الظروف المحيطة انحرفت بها عن الجادة، وعما كانت تريد، فانحرفت عقديا، حتى آل
أمرها إلى تقديس يزيد بن معاوية وإبليس، الذي يطلقون عليه اسم (طاووس ملك) وعزازيل،
فهم مسلمون من حيث الأصل، انحرفوا عن دين الإسلام بشكل عظيم، ولهم من البدع
والمحدثات والشطحات والشرك والتبديل في دين الله ما جعلهم يخرجون منه بالكلية، فهي
طائفة مرتدة، ليس لهم ملة، وهم ليسوا الزيدية، والتي تنسب إلى زيد بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أما مجالستهم، فالواجب التنزُّهُ والبعدُ عنهم ما أمكن، فقد قال تعالى : { ولا تَرْكَنُوا
إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ
ثُمَّ لا تُنصَرُونَ }قال القرطبي
رحمه الله تعالى : "الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهـل الكفر
والمعاصي من أهل البدع وغيرهم، فإن صحبتهم كفر أو معصية ".أهـ.
وقيل للأوزاعيّ: إنّ رجلاً يقولُ: أنا أجالِسُ أهلَ السنةِ، وأجالِسُ أهلَ
البِدَعِ، فقالَ الأوزاعِي : "هذا رجلٌ يريدُ أن يساوِيَ بين الحقِّ والباطِلِ
"، قالَ ابنُ بطّةَ : معلِّقاً : " كثُر هذا الضّربُ مِن النّاسِ في زمانِنا
هذا ، لا كثَّرَهُمُ الله ".أهـ.
وهذا الكلام ، وإن كان ظاهره في الجلوس معهم للعلم والاستزادة والأخذ
عنهم، إلا أنَّ حمله على العُموم أولى، فيمتنع من مجالسة أهل البدع والحديث إليهم،
والأكل والشرب معهم؛ زجرًا لهم ولأمثالهم، سيما إن كان الشخص من أهل الفضل والعلم
والاقتداء.
والله الموفق
كتبه:
د.محمد بن موسى الدالي
في
9/6/1432هـ