المواد / فتاوى منوعة / حكمُ سبِّ الملائكةِ

حكمُ سبِّ الملائكةِ

تاريخ النشر : 26 رجب 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 4771
مشاركة هذه المادة ×
"حكمُ سبِّ الملائكةِ"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

حكمُ سبِّ الملائكةِ

ما حكم سب الملائكة ، هل هو كفر أم لا ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

أجمع العلماء على وجوب الإيمان بالملائكة‏، جملة وتفصيلا، من عرفناه منهم، ومن لم نعرفه، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ‏}،  وقال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً‏}‏‏.‏

وفي السنة، قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ «أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه» أخرجه مسلم‏.‏

وهم من أعظم المخلوقات طاعة لله سبحانه، قال تعالى: ‏{‏لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏}‏‏و‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ، يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ‏}‏‏.‏

فهم خلق من أعظم خلق الله تعالى، وأشدهم التزاما بطاعة الله، وامتثال أمره، والخضوع والتذلل له سبحانه.

أما سبُّ الملائكة ففيه التفصيل الآتي:

-         إن كان من الملائكة المتفق على مَلَكِيَّته، فقد اتفق أهل العلم على أنه  كافر مرتد، وسواء في ذلك سبَّه، أم استهزأ به، أم انتقصه بأي شكل من أشكال الانتقاص، أم جحده، فهو كافر مرتد.

-          أما إن كان السب والانتقاص، لمن اختُلف في مَلَكِيَّته منهم، فهذا يزجر ويؤدب، ولا يحكم بكفره.

قال ابن حزم في المحلى:  " ..  أو سبَّ مَلَكا من الملائكة أو استهزأ به ، أو سبَّ نبيا من الأنبياء أو استهزأ به .. ، فهو بذلك كافر ، مرتد ، له حكم المرتد " انتهى.

وفي القوانين الفقهية لابن جُزَيِّ: "وأما من سبَّ اللهَ تعالى أو النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو أحداً من الملائكة أو الأنبياء فإن كان مسلما قتل اتفاقا".

وجاء في شرح منتهى الإرادات: "( أَوْ ) سَبَّ ( رَسُولا لَهُ أَوْ مَلَكًا ) لَهُ كَفَرَ".

قَالَ الْمَوَّاقُ : "وَهَذَا كُلُّهُ فِيمَنْ تَحَقَّقَ كَوْنُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ كَجِبْرِيلَ وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَالزَّبَانِيَةِ وَرِضْوَانٍ وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ تَثْبُتِ الأَخْبَارُ بِتَعْيِينِهِ وَلا وَقَعَ الإِجْمَاعُ عَلَى كَوْنِهِ مِنَ الْمَلائِكَةِ أَوِ الأَنْبِيَاءِ ، كَهَارُوتَ وَمَارُوتَ ، وَلُقْمَانَ وَذِي الْقَرْنَيْنِ وَمَرْيَمَ وَأَمْثَالِهِمْ فَلَيْسَ الْحُكْمُ فِيهِمْ مَا ذَكَرْنَا إِذْ لَمْ تَثْبُتْ لَهُمْ تِلْكَ الْحُرْمَةُ ، لَكِنْ يُؤَدَّبُ مَنْ تَنَقَّصَهُمْ" .

والله الموفق

كتبه: د. محمد بن موسى الدالي

في 11/12/1433هـ

 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف