خزانة الفتاوى / الصلاة / هل أنتظر حتى يكبر الإمام أم انتقل بمجرد انتقاله؟

هل أنتظر حتى يكبر الإمام أم انتقل بمجرد انتقاله؟

تاريخ النشر : 20 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1534
مشاركة هذه المادة ×
"هل أنتظر حتى يكبر الإمام أم انتقل بمجرد انتقاله؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ياشيخ الآن كثيرا يتأخر الإمام في التكبير أو قول سمع الله لمن حمده، فهل ننتظره، أو ننتقل مباشرة، لو انتقل هو؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن المأموم له في هذا الأمر حالان: 
الأولى: إن كان المأموم يرى الإمام، فإن المسنون له الانتقال بمجرد انتقال الإمام للركن على وجه الكمال، فإن أتمَّ الإمام الركوع أو السجود، سُنَّ للمأموم أن ينتقل، ولو تأخر التكبير أو التسميع، وهذا من الأخطاء المنتشرة بين الناس، وهو أن المأموم ينتظر الإمام ليكبر أولا، وهو محض خطأ، ما دام أنه يرى الإمام قد انتقل، والتأخير في ذلك مذموم؛ لأنه نوع من مخالفة الإمام والتأخر عنه، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه عليه وسلم: ( وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا) فجعل الحكم منوطا بالانتقال، وليس بالنطق بتكبيرات الانتقال.
وكما جاء في حديث البراء رضي الله عنه قالَ: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا قالَ: "سَمِعَ اللهِ لِمَن حَمِدَهُ" لَمْ يَحْنِ أحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ، حتَّى يَقَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ". فجعل الحكم منوطا بالانتقال، وليس بالتكبير، فمجرد أن يضع النبي صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض، يسجد الصحابة رضي الله عنهم، بقطع النظر عن نطقه بالتكبير. 
ومن الناحية العقلية، فإنه لو كان الحكم منوطا بنطق الإمام بالتكبير، فلربما أوقع في مفسدة، وهي ما إذا كان الإمام يبكر بالتكبير، فإن الناس سيوافقونه في السجود والركوع والرفع منهما والتسليم ونحوه، وهذا خلاف السنة، بل مكروه.
الحال الثانية: إن لم يكن المأموم يرى الإمام، كما هو حال أكثر المأمومين، فإن علم أن إمامه لا يكبر إلا قرب وصوله إلى الركن المُنتقَل إليه، فإنه ينتقل بعد قوله.
وإن علم أن الإمام يبكر بالتكبير، فلينتظر حتى يغلب على ظنه وصول الإمام إلى الركن التالي.
وإن جهل حال الإمام، انتقل بمجرد سماع تكبير الإمام. 
والله الموفق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 3/7/1439هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف