أنا سيدة أعمل في شركة للعلاقات العامة, يقوم عملي على تنظيم الحملات الصحية الخاصة بوزارة الصحة والشركات الطبية , عملي يتطلب حضوري للمكتب للعمل على جهاز الحاسوب , وأجلس طبعا في مكتبي في القسم الخاص باليسدات . عند انضمامي للعمل كانت تعمل معي ثلاث نساء أخريات, ويضم قسم الرجال ثلاث رجال في نفس المكتب ولكن في قسم الرجال طبعا, ولكن لظروف خاصة بهن استقالت الأخريات وبقيت أنا وحدي في قسم السيدات, ومعي في نفس المكتب ولكن في قسم الرجال كما ذكرت سابقا ثلاث رجال, أتعامل معهن من خلال الصوت فقط وجهاز الحاسوب, وأضطر أحيانا للتعامل بشكل شخصي علما بأني أرتدي النقاب , والجميع يعاملونني بكثير من الإحترام ودائما ما أبقي العلاقة في إطارها الرسمي, ولكني أريد أن أعرف هل وجودنا معا في المكتب في غرف منعزلة تعتبر من الخلوة المحرمة ؟

الحمد لله رب العالمين.

الذي اتضح من السؤال أن هناك انعزالا بين مكاتب الرجال ومكاتب النساء، فإن كان الأمر كذلك، فلا حرج أصلا، أما إن كان العمل في مكان واحد، وكانت المرأة مع أكثر من رجل، أو العكس بأن كان الرجل مع أكثر من امرأة، فإن أهل العلم اختلفوا: هل تزول الخلوة بذلك، أم لا؟

فذهب بعض أهل العلم إلى أنها من الخلوة المحظورة والمحرمة، وجوَّزه بعضهم لقوله صلى الله عليه وسلم : "لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان "أخرجه مسلم.

وهذا القول هو الأقرب، وأنه تزول الخلوة بذلك، بشرط ألا يكون هناك ريبة، غير أن الأحوط والأكرم للمرأة أنه متى تيسر لها البعد عن العمل في أماكن الاختلاط كان أولى، والله الموفق.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 15/5/1431هـ