ما حكم لبس البنطال للنساء في الاماكن النسائية ووما الدليل اذا كان حرام وهو ليس تشبه بالرجال لان الثوب مو تشبه بالقميص النسائي وشكرا لكم على حرصكم
الحمد لله رب العالمين.
فرق عظيم بين الثوب والبنطال، فالثوب منذ قرون طويلة يلبسه الرجال، ووجود الشبه بين الثوب وبين القميص النسائي أمر بالضرورة، وإنما يفرَّق بينهما، بأن يكون الثوب الرجالي عليه صفات الزي الرجالي، والقميص النسائي عليه صفات الزي النسائي، وهذا كما يوجد بالهند وباكستان، فإن الثياب الرجالية والنسائية متشابهة من حيث العموم، ويفرق بينهما بأن لكل منهما ما يخصه.
أما البنطال، فإنه لم يعرف إلا أنه من خصائص الرجال، ولم يعرف على مر الزمان أن نساء المسلمين كن يلبسن البنطال، إنما عرف هذا في العهد الحديث من قبل الغرب، فهو مع كونه تشبها بالرجال، أيضا هو تشبه بالغرب، فاجتمع فيه تشبهان، ومع ذلك فإن العلماء قد اتفقوا على أن الثوب إذا لبس في مجتمع حتى زال عن كونه شعارا على الكفر، وأصبح من الثياب المألوفة عند المسلمين أنه يجوز، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس الجبة الرومية والطيالسة الكسروية، وهي ليست من زي العرب، لكن لما شاعت في المسلمين فقدت اختصاصها بغير المسلمين، وزال كونها شعارا على الكفر، ولما سئل الإمام مالك عن لبس البرنس؟ فقال: لا بأس به، قيل: فإنَّهُ من لبوس النصارى! قال: "كان يلبس ههنا-أي: في المدينة-". أي زال عن كونه شعارا على الكفر، لما انتشر وشاع في بلاد المسلمين.
فلقائل أن يقول: إن البنطال في العصر الحديث لم يعد من خصائص الرجال، ويجوز للمرأة لبسه، وهذا صحيح، لكن البنطال فيه محظور آخر، وهو أنه يصف ويبين الأعضاء، فهو يبيِّن فخذ المرأة وخصرها وبطنها، وهذا محرم شرعا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما، وذكر منهم: ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
وكان عمر رضي الله عنه ينهى النساء عن لبس القَباطي، فقالوا: إنه لا يشف، فقال: (إلا يشف فإنه يصف).
قال الشيخ الألباني: "وفي هذا الأثر والذي قبله إشارة إلى أن كون الثوب يشف أو يصف كان من المقرر عندهم أنه لا يجوز، وأن الذي يشف شرٌّ من الذي يصف؛ ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: ( إنما الخمار ما وارى البشرة والشعر ).
فالصحيح والله تعالى أعلم أن تحريم لبس البنطال للمرأة لكونه ضيقا أو مبيِّنا لمفاتن المرأة، أما كونه من التشبه بالرجال فنعم في أول الأمر، أَمَا وقد أصبح البنطال زيًّا معهودا للنساء في كثير من بلاد المسلمين، فكونه تشبها محل نظر.
وعليه فلا بأس بلبس بنطال واسع لا يصف الأعضاء، أو عليه بلوزة ونحوه بحيث تستر أسفل البدن، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 23/4/1431هـ