المواد / فتاوى منوعة / حكم الصلاة في مسجد بني في أرض مغصوبة

حكم الصلاة في مسجد بني في أرض مغصوبة

تاريخ النشر : 21 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 2070
مشاركة هذه المادة ×
" حكم الصلاة في مسجد بني في أرض مغصوبة"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط


سالتك ان لنا مسجد بني على ارض اغتصبتها ست من اقارب الرئيس السابق لصاحبها بدون رضاه وبنت عليها مسجد وحتى اجر النجارة والبناء لم يتم خلاصه يعني اسس على الحرام فما حكم الصلاة فيه

الحمد لله رب العالمين

حكى جمع من أهل العلم تحريم الصلاة في الأرض المغصوبة إجماعا، قال النووي : "الصلاة في الأرض المغصوبة حرام بالإجماع، وصحيحة عندنا وعند الجمهور من الفقهاء وأصحاب الأصول، وقال أحمد بن حنبل: باطلة". اهـ .

وهذا يعني أن الصلاة تصح عند الجمهور مع التحريم، خلافا لأحمد الذي قال ببطلانها.

وقال الشيرازي في المهذب: "ولا يجوز أن يصلي في أرض مغصوبة؛ لأن اللبث فيها يحرم في غير الصلاة، فلأن يحرم في الصلاة أولى".

وقال ابن قدامة في سياق تحرير مذهب الحنابلة في بطلان الصلاة في الأرض المغصوبة: "وَلَنَا أَن الصَّلاةَ عِبَادَةٌ أَتَى بِهَا عَلَى الْوَجْهِ الْمَنْهِي عَنْهُ ?أي في الأرض المغصوبة- فَلَمْ تَصِحَّ، كَصَلاةِ الْحَائِضِ وَصَوْمِهَا، وَذَلِكَ لأَنَّ النَّهْيَ يَقْتَضِي تَحْرِيمَ الْفِعْلِ وَاجتنابه، وَالتَأثيمَ بِفِعْلِه، فَكَيْفَ يَكُونُ مُطِيعاً بِمَا هُوَ عَاص به، ممتَثِلاً بِمَا هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ، مُتَقَرِّباً بِمَا يَبْعُدُ بِهِ، فَإِنَّ حَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ مِنْ الْقِيَامِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَفْعَالٌ اخْتِيَارِيَّةٌ، هُوَ عَاصٍ بِهَا، مَنْهِيٌّ عَنْهَا".

وجاء في فتاوى الأزهر: "وقف الغاصب ما غصبه غير صحيح، وينقض ما بناه على الأرض المغصوبة ولو كان البناء مسجداً".

ومن ناحية أخرى فإن المساجد تبنى على أساس من الخير والرضوان والتقوى، قال تعالى في الصلاة في مسجد الضِّرار: ( لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)}.التوبة.

وقال تعالى في بيان كون بناء المساجد من أعظم القربات: ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).

فعلى المصلين البحث عن مسجد آخر للصلاة فيه، فإن لم يتيسر فالصلاة جماعة في غير مسجد أولى من الصلاة في هذا المسجد، والله الموفق.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 29/9/1432هـ

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف