المواد / فتاوى منوعة / حكم تعظيم القبور وطلائها وتزيينها

حكم تعظيم القبور وطلائها وتزيينها

تاريخ النشر : 20 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 2499
مشاركة هذه المادة ×
"حكم تعظيم القبور وطلائها وتزيينها"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

اعلموا ان في تونس الكثيرين يقومون ببناء القبور وكل سنة من رمضان وتحديدا في العشر الاواخر يقومون بطلائها حتى انه في كثير من العائلات تقع الفتنة بينهم من يقوم بطلاء القبر وتحمل مصاريف ذلك، فما حكم ذلك؟

الحمد لله رب العالمين

فإن العناية ببناء القبور ورفعها وتزيينها والعناية بها من الأمور المحرمة، وهي من أعظم طرق الوقوع في الشرك الأكبر، وقد قام من نصوص الشرع الكثير في تحريم هذا الأمر لشدته وعظمته وخطره، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأبي الهياج الأسدي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألَا تَدَع تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ ) رواه مسلم.

كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر وبنائه، ففي صحيح مسلم من حديث جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ.

وفي زيادة صحيحة لأبي داود: "أو أن يكتب عليه".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلُّوا عليَّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم".أخرجه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني.

وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا: مَارِيَةُ، فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنْ الصُّوَرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمْ الْعَبْدُ الصَّالِحُ أَوْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ".

والنصوص في ذلك أكثر من أن تحصر، كلها تصبُّ في تحريم بناء القبور ورفعها وتزيينها وتجصيصها، قال المَحَلِّي : التجصيص التبييض بالجص، وهو الجير، وهو من جنس الطلاء والتلوين.

وقال ابن عقيل في سياق كلام له: "وهم عندي كفار بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها وخطاب الموتى بالألواح [بالحوائج] وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا ، وأخذ التراب تبركا وإفاضة الطيب على القبور وشد الرحال إليها وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى، ولا تجد في هؤلاء من يحقق مسألة في زكاة فيسأل عن حكم يلزمه، والويل عندهم لمن لم يقبّل مشهد الكف، ولم يتمسح بآجرة مسجد المأمونية يوم الأربعاء...) انتهى من تلبيس إبليس.

كما أن هناك جملة من المنكرات التي تفعل بالقبور، منها: إحاطة القبور بالأسوار غير الضرورية، المزخرفة والمزينة، ومنها: الكتابة عليها مدحا أو ثناء أو رثاء لصاحب القبر، مما يفتح باب الغلو والتعظيم له، ومنها: غرس الأشجار والنباتات على القبور، مما هو ليس من عادات المسلمين في قبورهم، بل من عادات النصارى.

فكل هذا من المنكرات التي تحمل الناس على الباطل، وتوقعهم في تعظيم صاحب القبر على غير الوجه الشرعي، والتي أوصلتهم في كثير من بلدان المسلمين إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، وذلك بالاستغاثة والاستعانة بصاحب القبر، والنذر والذبح له، والحلفان والتوسل به، وبحقه على الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

فإن أضيف إلى ذلك جعله في زمن معين كالعشر الأواخر من رمضان كان هذا ظلماتٍ بعضُها فوق بعض؛ إذ تخصيص زمن معين أو مكان معين بفضل خاصٍّ من مهمات رب العباد، فكيف يتدخل فيها العباد بعقل سقيم، أو ذوق عقيم؟! أعاذنا الله تعالى وإياكم من الخذلان.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 28/9/1432هـ

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف