السلام عليكم
انا مسلمة من تونس املك محلا لبيع المواد الغدائية وبمناسبة المولد النبوي الشريف طلب مني الحرفاء ان ابيعهم نوعا من الفواكه الجافة تسمى زقوقو يطبخ بها عصيدة وهده عادة عدائية دارجة في تونس بمناسبة المولد فهل يجوز لي بيعها ام ان دلك بدعة.
الحمد لله رب العالمين.
كما يتضح من السؤال فأنت تعلمين بدعية الاحتفال بالمولد النبوي، وإن روّج له دعاة الضلالة، وجهلة الإعلاميين، فإن الاحتفال بالمولد النبوي يبقى احتفالا بدعيا محرما، اتفقت كلمة علماء المسلمين الموثوقين على تحريمه، وعلى تحريم التعاون عليه.
بناء على ذلك فالأظهر لنا أن الأحوط لك ترك هذا البيع هذه الفترة فقط، وبمجرد انتهاء الاحتفال تعودين لبيعه، هذا إذا كانت هذه الفواكه في الأصل تباع في غير المولد.
أما إذا كان من خصائص المولد، بمعنى أنها لا تباع وتشترى إلا من أجل المولد فتحريم بيعها هو المتوجِّه، ولا يجوز الاتجار فيها، فإن الله تعالى يقول في محكم التنزيل: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2، فالواجب على المسلم أن يكون له دور في الدعوة إلى الحق، والتحذير من الباطل، ولا أقل من أن تدعو إلى الله تعالى بترك التعاون على هذا الاحتفال، نسأل الله أن يرزقك حلالا طيبا مباركا فيه، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه، والله الموفق.
ثم الواجب أن نعلم أن من أحب النبي صلى الله عليه وسلم حقا هو من داوم على سنته وهديه، ظاهرا وباطنا، واحتفل به في كل لحظة من حياته حتى يلقى الله، هذا هو الاحتفال المشروع، وهو اتباعه والاقتداء به صلى الله عليه وسلم.
كتبه : د.محمد بن موسى الدالي
في 28/2/1433هـ