الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن اتخاذ أماكن للصلاة في البيت، للنساء خاصة أو من يعجز عن الحضور للمساجد من الرجال مما جرت به السنة، فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لعدد من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، إلا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن هذا المسجد الذي اتخذته المرأة في بيتها أو الرجل في بيته ليس له من أحكام المسجد أي حكم، فلا يشترط صلاة ركعتين للجلوس فيه، وهما تحية المسجد، ولا يشترط له ذكر لدخوله أو الخروج منه، ولا تمنع الحائض من المكث فيه، ولا الجُنُب، ولا يصان عن النجاسة أو الحَدَث، وإن كان يحسن تنظيفه، ولا يترتب على الصلاة فيه جماعةً أجرُ جماعةِ المسجد، ولا غيره من أحكام المسجد المعروفة، فليس له حظ من حكم المسجد سوى الاشتراك في التسمية فقط، ويكون ذلك من جنس قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا) فالمراد بقوله: "مسجدا" أي مكانا للصلاة والسجود، ولا يعني أن الأرض كلها مسجد، أو لها حكم المسجد!!
فالمراد بمسجد البيت المكان المخصص للصلاة فيه فقط، وعليه فلا يشرع ولا يسن الاعتكاف فيه، حتى لو ذهب إليه بعض الفقهاء، ولو كان الاعتكاف في مسجد البيت مسنونا أو مشروعا، لبادر إليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهن استأذن النبيَّ صلى الله عليه وسلم للاعتكاف في المسجد، فَأَذِن لهن، ولو كان الاعتكاف في مسجد البيت يساوي الاعتكاف في المسجد، لما تركنَهُ، فهو أصون وأكثر حشمةً للمرأة، وهن أتقى النساء على الإطلاق رضي الله عنهن، وأفقههن، فلما لم يعتكِفْن فيه كان دليلا على عدم مشروعية اعتكاف المرأة في مسجد بيتها.
أردت بذلك التنبيه على هذه المسألة، وأؤكد على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من مسجد الجماعة، ومن كل مسجد، ولا تمنع من ذلك، أما الاعتكاف فهو في المساجد المسبَّلة الموقوفة، والتي يجتمع فيها المصلون، ويؤذَّنُ فيها للصلوات الخمس.
والله تعالى ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 27/9/1440هـ
خزانة الفتاوى / منوع / اتخاذ المرأة مسجدا في بيتها، واعتكافها فيه
اتخاذ المرأة مسجدا في بيتها، واعتكافها فيه
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن اتخاذ أماكن للصلاة في البيت، للنساء خاصة أو من يعجز عن الحضور للمساجد من الرجال مما جرت به السنة، فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لعدد من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، إلا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن هذا المسجد الذي اتخذته المرأة في بيتها أو الرجل في بيته ليس له من أحكام المسجد أي حكم، فلا يشترط صلاة ركعتين للجلوس فيه، وهما تحية المسجد، ولا يشترط له ذكر لدخوله أو الخروج منه، ولا تمنع الحائض من المكث فيه، ولا الجُنُب، ولا يصان عن النجاسة أو الحَدَث، وإن كان يحسن تنظيفه، ولا يترتب على الصلاة فيه جماعةً أجرُ جماعةِ المسجد، ولا غيره من أحكام المسجد المعروفة، فليس له حظ من حكم المسجد سوى الاشتراك في التسمية فقط، ويكون ذلك من جنس قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا) فالمراد بقوله: "مسجدا" أي مكانا للصلاة والسجود، ولا يعني أن الأرض كلها مسجد، أو لها حكم المسجد!!
فالمراد بمسجد البيت المكان المخصص للصلاة فيه فقط، وعليه فلا يشرع ولا يسن الاعتكاف فيه، حتى لو ذهب إليه بعض الفقهاء، ولو كان الاعتكاف في مسجد البيت مسنونا أو مشروعا، لبادر إليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهن استأذن النبيَّ صلى الله عليه وسلم للاعتكاف في المسجد، فَأَذِن لهن، ولو كان الاعتكاف في مسجد البيت يساوي الاعتكاف في المسجد، لما تركنَهُ، فهو أصون وأكثر حشمةً للمرأة، وهن أتقى النساء على الإطلاق رضي الله عنهن، وأفقههن، فلما لم يعتكِفْن فيه كان دليلا على عدم مشروعية اعتكاف المرأة في مسجد بيتها.
أردت بذلك التنبيه على هذه المسألة، وأؤكد على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من مسجد الجماعة، ومن كل مسجد، ولا تمنع من ذلك، أما الاعتكاف فهو في المساجد المسبَّلة الموقوفة، والتي يجتمع فيها المصلون، ويؤذَّنُ فيها للصلوات الخمس.
والله تعالى ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 27/9/1440هـ