النفع المتعدي يؤجر عليه فاعله، ولو لم تكن له نية صالحة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن كل من فعل شيئا، وكان له نفع متعدٍّ، فإنه مأجور، ولو لم تكن له نية على عمله، كمن انتفع طيرٌ أو دابةٌ بمائه، أو شجره، أو زرعه، وليس له نية فإنه مأجور على ذلك، فإن نوى النفع كان أجره أعظم، ودليل ذلك:
قوله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114] فدلت الآية على أن من أمر بصدقة أو معروف أو أصلح بين الناس كان خيرا بكل حال، فإن ابتغى بهذا العمل وجه الله تعالى، فهذا قدر زائد على مجرد الفعل، فكان له الأجر العظيم.
وعنْ جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه ﷺ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلاَّ كانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْه لَه صدقَةً، وَلاَ يرْزؤه أَحَدٌ إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً). رواه مسلم.
وفي لفظ: (فَلا يغْرِس الْمُسْلِم غَرْساً، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنسانٌ وَلاَ دابةٌ وَلاَ طَيرٌ إلاَّ كانَ لَهُ صدقَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامة).
ومعلوم أن كثيرا ممن يزرع أو يغرس ليس بنية نفع الطائر أو الدابة، بل غالبا يحمي زرعه وغرسه من الطيور والدواب وغيره، ومع ذلك يؤجر لو أكلوا منه، بل حتى السارق الذي تصون مالك منه غاية الصيانة، تؤجر على ما سرقه من مالك، ولا نية لك في نفعه أصلا!
فافعل الخير، ولعله ينتفع به الناس وغير الناس، فأنت مأجور بمجرد ذلك، فإن أضفت إليه النية الصالحة كان لك عظيم الأجر.
وهذا بخلاف العمل القاصر نفعُه على العبد، فلا يصح منه حتى ينوي به التقرب إلى الله تعالى، كالوضوء والصلاة والصوم والصدقة وغيره.
وفقكم الله وبارك فيكم
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 9/11/1440هـ
المواد / فتاوى منوعة / النفع المتعدي يؤجر عليه فاعله، ولو لم تكن له نية صالحة
النفع المتعدي يؤجر عليه فاعله، ولو لم تكن له نية صالحة
النفع المتعدي يؤجر عليه فاعله، ولو لم تكن له نية صالحة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن كل من فعل شيئا، وكان له نفع متعدٍّ، فإنه مأجور، ولو لم تكن له نية على عمله، كمن انتفع طيرٌ أو دابةٌ بمائه، أو شجره، أو زرعه، وليس له نية فإنه مأجور على ذلك، فإن نوى النفع كان أجره أعظم، ودليل ذلك:
قوله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114] فدلت الآية على أن من أمر بصدقة أو معروف أو أصلح بين الناس كان خيرا بكل حال، فإن ابتغى بهذا العمل وجه الله تعالى، فهذا قدر زائد على مجرد الفعل، فكان له الأجر العظيم.
وعنْ جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه ﷺ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلاَّ كانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْه لَه صدقَةً، وَلاَ يرْزؤه أَحَدٌ إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً). رواه مسلم.
وفي لفظ: (فَلا يغْرِس الْمُسْلِم غَرْساً، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنسانٌ وَلاَ دابةٌ وَلاَ طَيرٌ إلاَّ كانَ لَهُ صدقَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامة).
ومعلوم أن كثيرا ممن يزرع أو يغرس ليس بنية نفع الطائر أو الدابة، بل غالبا يحمي زرعه وغرسه من الطيور والدواب وغيره، ومع ذلك يؤجر لو أكلوا منه، بل حتى السارق الذي تصون مالك منه غاية الصيانة، تؤجر على ما سرقه من مالك، ولا نية لك في نفعه أصلا!
فافعل الخير، ولعله ينتفع به الناس وغير الناس، فأنت مأجور بمجرد ذلك، فإن أضفت إليه النية الصالحة كان لك عظيم الأجر.
وهذا بخلاف العمل القاصر نفعُه على العبد، فلا يصح منه حتى ينوي به التقرب إلى الله تعالى، كالوضوء والصلاة والصوم والصدقة وغيره.
وفقكم الله وبارك فيكم
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 9/11/1440هـ
المادة السابقة