خزانة الفتاوى / الصيام / هل تسحير الصائم أفضل من تفطيره؟

هل تسحير الصائم أفضل من تفطيره؟

تاريخ النشر : 5 شعبان 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1492
مشاركة هذه المادة ×
"هل تسحير الصائم أفضل من تفطيره؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
سمعنا بعض أهل العلم يقول: تسحير المسلم أفضل من تفضيله، فما رأيكم في ذلك؟
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فهذا القول غريب، لم أسمع به من قبل، ولا أظن أحدا من أكابر أهل العلم يقول مثل هذا الكلام!! فإن السُّنة واضحة في فضل تفطير الصائم، فعنْ زَيدِ بنِ خالدٍ الجُهَنيِّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: (مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيءٍ)، وهو حديث حسن، وقد صححه بعض أهل العلم، وله شواهد كثيرة، كما يبين فضل تفطير الصائم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو لمن أكل عنده أن يأكل طعامه الصائمون، فهو من الخير الذي يُدعى به للناس: أن يأكل طعامَك الصائمون، فعَنْ أَنسٍ رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ إِلى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه، فَجَاءَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ، فَأَكَلَ، ثُمَّ قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَفْطَرَ عِندكُمْ الصَّائمونَ، وأَكَلَ طَعَامَكُمْ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلائِكَةُ) صحيح.
وما زال السلف الصالح يسعى لتحقيق تلك السنة، والعمل عليها، 
أما تسحير المسلم فلم يثبت فيه أدنى فضل، وكون الناس كانوا يأكلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، لا يعني فضل تسحير الصائم أبدا، فهذا لو استدلوا به لكان من أبعد ما يكون.
وقد حُدِّثت أن من أدلتهم أن التسحير إعانة شخص على الصيام، فهو في استقبال عبادة، ويعين عليها!!
وهذا تعليل في مصادمة النص، ومصادمة ما استقر عليه العمل عند السلف الصالح.
علما أن في نصوص الشرع ما يدل على أن الفطر أفضل من التسحير؛ ولذلك فللصائم فرحةٌ عند فطره، كما صح الحديث بذلك؛ وذلك أنه على جوع ومشقة وتعب وعناء، فلا شك أن إطعام الشخص على تلك الحال أفضل وأسعد لقلبه، وقد بيَّن الله تعالى أن الإطعام على جوع مما ينجي من عقبات يوم القيامة، قال تعالى: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ)، يعني مجاعة، فالإطعام على الجوع أفضل من الإطعام على شبع، حتى ورد فضله في الكتاب العزيز، وأنه من منجيات يوم القيامة.
كما أن الصائم إن أنهى يومه، فقد أتم العبادة، فكان تفطيره على رأس تلك العبادة المكتملة أفضل؛ لذا ورد قوله عند الفطر: (وثبت الأجر إن شاء الله).
لذلك فإفطار الصائم الجائع العطشان، لا شك أفضل من إطعام شخص في السحور، وهو ممتليء طعاما وشرابا، وقد لا يكون به حاجة لذلك، إلا السُّنة، والبركة التي في السحور، فضلا عن كون هذا مصادمًا للنص، كما تقدم.
والله المستعان 
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في الثامن عشر من رمضان، لعام ثلاث وأربعين وأربعمائة وألف، من الهجرة المباركة.
 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف