السواك يحصل بكل ما يحصل به إنقاء الفم، سواء من
الأراك أم غيره
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف
الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فقد ورد في فضل السواك نصوص كثيرة، منها: حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" أخرجه النسائي بسند
صحيح، وفي الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى الناسِ
لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء" رواه
أحمد والنسابسند صحيح، وعن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ. رواه مسلم، وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولِ
اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ. متفق عليه.
وقد أجمع المسلمون على استحباب السواك وسنيته، بل
ذهب البعض إلى وجوبه.
لكن وقع النزاع بين أهل العلم فيما يحصل به
التسوُّك، فذهب البعض إلى أن السنة بعود الأراك فقط، واشتهر هذا عند عامة الناس،
والأرجح في ذلك أن السنة التسوك بكل ما يحصل به إنقاء الفم، -وإن كان الأراك
أفضلها- وبقدر ما يحصل من الإنقاء يصيب من السنة، ولذلك لو استعمل الأراك ولم يحصل
به الإنقاء فاته من السنة بقدر ما فاته من الإنقاء، ولو حصل الإنقاء بغير الأراك من
عود آخر أو فرشة أو أصابعه أو منديل ونحوه فقد أصاب السنة بذلك على الأرجح، فالحكم
ليس منوطا بعود الأراك، كما توهم الناس! إنما منوط بحصول الإنقاء، فسواء حصل ذلك
بالأراك -وهو الأفضل والأكمل- أم بغيره فقد حصلت السنة، فلا ينبغي للمسلم أن يضيع
هذه السنة المتكررة عشرات المرات يوميا، لمجرد عدم وجود الأراك، بل يحافظ على ذلك
قدر استطاعته، سواء بفرشة الأسنان عند كل وضوء، أو بأصبعه، ويدلك جيدا، أو بمنديل
ونحوه،
تنبيه: لم يرد في فضل التسوك بالأراك أي
حديث، إنما استحبه العلماء لاشتماله على فوائد ومنافع كثيرة.
وفقنا الله وإياكم لفهم كتابه وسنة نبيه صلى الله
عليه وسلم، والعمل بهما ظاهرا وباطنا، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 20/1/1440هـ